ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ اللَّانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ الْمَوْصِلِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، فِي قَوْلِهِ: " ﴿إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا﴾ [الفرقان: ٦٥] قَالَ: إِنَّ اللَّهَ سَأَلَ الْكُفَّارَ عَنْ نِعَمِهِ، فَلَمْ يَرُدُّوهَا إِلَيْهِ، فَأَغْرَمَهُمْ، فَأُدْخِلُهُمُ النَّارَ "
قَالَ: ثنا الْمُعَافَى، عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ: ﴿إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا﴾ [الفرقان: ٦٥] قَالَ: «قَدْ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ غَرِيمٍ مَفَارِقٌ غَرِيمَهُ إِلَّا غَرِيمَ جَهَنَّمَ»
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا﴾ [الفرقان: ٦٥] قَالَ: " الْغَرَامُ: الشَّرُّ "
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فِي قَوْلِهِ: " ﴿إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا﴾ [الفرقان: ٦٥] قَالَ: لَا يُفَارِقُهُ "
وَقَوْلُهُ ﴿إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا﴾ [الفرقان: ٦٦] يَقُولُ: إِنَّ جَهَنَّمَ سَاءَتْ مُسْتَقَرَّا وَمُقَامًا، يَعْنِي بِالْمُسْتَقَرِّ: الْقَرَارَ، وَبِالْمُقَامِ: الْإِقَامَةَ؛ كَأَنَّ مَعْنَى الْكَلَامِ: سَاءَتْ جَهَنَّمُ -[٤٩٧]- مَنْزِلًا وَمُقَامًا. وَإِذَا ضُمَّتِ الْمِيمُ مِنَ الْمَقَامِ فَهُوَ مِنَ الْإِقَامَةِ، وَإِذَا فُتِحَتْ فَهُوَ مِنْ: قُمْتُ، وَيُقَالُ: الْمَقَامُ إِذَا فُتِحَتِ الْمِيمُ أَيْضًا هُوَ الْمَجْلِسُ. وَمَنَ الْمُقَامِ بِضَمِّ الْمِيمِ بِمَعْنَى الْإِقَامَةِ، قَوْلُ سَلَامَةَ بْنِ جَنْدَلٍ:
[البحر البسيط]
يَوْمَانِ:

يَوْمُ مُقَامَاتٍ وَأَنْدِيَةٍ وَيَوْمُ سَيْرٍ إِلَى الْأَعْدَاءِ تَأْوِيبَا
وَمَنَ الْمَقَامِ الَّذِي بِمَعْنَى الْمَجْلِسِ قَوْلُ عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ:
[البحر الوافر]
فَأَيِّيَ مَا وَأَيُّكَ كَانَ شَرًّا فَقِيدَ إِلَى الْمَقَامَةِ لَا يَرَاهَا
يَعْنِي: الْمَجْلِسَ


الصفحة التالية
Icon