حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلَهُ: " ﴿وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا﴾ [الفرقان: ٧٣] قَالَ: لَا يَفْقَهُونَ، وَلَا يَسْمَعُونَ، وَلَا يُبْصِرُونَ "
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلشَّعْبِيِّ: " رَأَيْتُ قَوْمًا قَدْ سَجَدُوا، وَلَمْ أَعْلَمْ مَا سَجَدُوا مِنْهُ، أَسْجُدُ؟ قَالَ: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا﴾ [الفرقان: ٧٣] "
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: " ﴿وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا﴾ [الفرقان: ٧٣] قَالَ: هَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لَهُمْ، لَمْ يَدَعُوهَا إِلَى غَيْرِهَا، وَقَرَأَ قَوْلَ اللَّهِ: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ﴾ [الأنفال: ٢]. الْآيَةَ ". فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: وَمَا مَعْنَى قَوْلِهِ ﴿يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا﴾ [الفرقان: ٧٣] أَوَيَخِرُّ الْكَافِرُونَ صُمًّا وَعُمْيَانًا إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ، فَيَنْفِي عَنْ هَؤُلَاءِ مَا هُوَ صِفَةٌ لِلْكُفَّارِ؟ قِيلَ: نَعَمْ، الْكَافِرُ إِذَا تَلَيْتَ عَلَيْهِ آيَاتِ اللَّهِ خَرَّ عَلَيْهَا أَصَمٌّ وَأَعْمَى، وَخَرُّهُ عَلَيْهَا كَذَلِكَ إِقَامَتُهُ عَلَى الْكُفْرِ، وَذَلِكَ نَظِيرُ قَوْلِ الْعَرَبِ: سَبَبْتُ فُلَانًا فَقَامَ يَبْكِي، بِمَعْنَى فَظَلَّ يَبْكِي، وَلَا قِيَامَ هُنَالِكَ، وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ بَكَى قَاعِدًا، وَكَمَا يُقَالُ: نَهَيْتُ فُلَانًا عَنْ كَذَا، فَقَعَدَ يَشْتُمُنِي؛ وَمَعْنَى ذَلِكَ: فَجَعَلَ يَشْتُمُنِي، وَظِلَّ يَشْتُمُنِي، وَلَا قُعُودَ هُنَالِكَ، وَلَكِنْ ذَلِكَ قَدْ جَرَى عَلَى أَلْسُنِ الْعَرَبِ، حَتَّى قَدْ فَهِمُوا مَعْنَاهُ. وَذَكَرَ -[٥٢٩]- الْفَرَّاءُ أَنَّهُ سَمِعَ الْعَرَبَ تَقُولُ: قَعَدَ يَشْتُمُنِي، كَقَوْلِكَ: قَامَ يَشْتُمُنِي، وَأَقْبَلَ يَشْتُمُنِي؛ قَالَ: وَأَنْشَدَ بَعْضُ بَنِي عَامِرٍ:
[البحر الرجز]
لَا يُقْنِعُ الْجَارِيَةَ الْخِضَابُ | وَلَا الْوِشَاحَانِ وَلَا الْجِلْبَابُ |
مِنْ دُونِ أَنْ تَلْتَقِيَ الْأَرْكَابُ | وَيَقْعُدَ الْأَيْرُ لَهُ لُعَابُ |
وَيَقْعُدَ الْهَنُ لَهُ لُعَابُ
بِمَعْنَى: وَيَصِيرُ.