ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ " ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ﴾ [العنكبوت: ٤] أَيِ الشِّرْكَ أَنْ يَسْبِقُونَا "
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، " ﴿أَنْ يَسْبِقُونَا﴾ [العنكبوت: ٤] أَنْ يُعْجِزُونَا "
وَقَوْلُهُ: ﴿سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾ [الأنعام: ١٣٦] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: سَاءَ حُكْمُهُمُ الَّذِي يَحْكُمُونَ بِأَنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ يَسْبِقُونَنَا بِأَنْفُسِهِمْ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ -[٣٦١]- الْعَالَمِينَ﴾ [العنكبوت: ٦] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: مَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ يَوْمَ لِقَائِهِ، وَيَطْمَعُ فِي ثَوَابِهِ، فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ الَّذِي أَجَّلُهُ لَبَعْثِ خَلْقِهِ لِلْجَزَاءِ وَالْعِقَابِ لَآتٍ قَرِيبًا ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ﴾ [البقرة: ١٣٧] يَقُولُ: وَاللَّهُ الَّذِي يَرْجُو هَذَا الرَّاجِي بِلِقَائِهِ ثَوَابَهُ، السَّمِيعُ لِقَوْلِهِ: آمَنَّا بِاللَّهِ ﴿الْعَلِيمُ﴾ [البقرة: ٣٢] بِصِدْقِ قِيلِهِ إِنَّهُ قَدْ آمَنَ مِنْ كَذِبِهِ فِيهِ.


الصفحة التالية
Icon