قَوْلِهِ ﴿وَلَدَارُ الْآخِرَةِ﴾ [يوسف: ١٠٩] مِمَّا يُضَافُ إِلَى نَفْسِهِ إِذَا اخْتَلَفَ اسْمَاهُ وَلَفْظَاهُ تَوَهُّمًا بِالثَّانِي أَنَّهُ غَيْرُ الْأَوَّلِ. قَالَ: وَمِثْلُهُ حَبَّةُ الْخَضْرَاءِ، وَلَيْلَةُ الْقَمْرَاءِ، وَيَوْمُ الْخَمِيسِ وَمَا أَشْبَهَهُ. وَقَالَ آخَرُ مِنْهُمْ: إِنْ كَانَ الشِّهَابُ هُوَ الْقَبَسُ لَمْ تَجُزِ الْإِضَافَةُ، لِأَنَّ الْقَبَسَ نَعْتٌ، وَلَا يُضَافُ الِاسْمُ إِلَى نَعْتِهِ إِلَّا فِي قَلِيلٍ مِنَ الْكَلَامِ، وَقَدْ جَاءَ: ﴿وَلَدَارُ الْآخِرَةِ﴾ [يوسف: ١٠٩] وَ ﴿وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ﴾ [الأنعام: ٣٢]، وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ أَنَّ الشِّهَابَ إِذَا أُرِيدَ بِهِ أَنَّهُ غَيْرُ الْقَبَسِ فَالْقِرَاءَةُ فِيهِ بِالْإِضَافَةِ، لِأَنَّ مَعْنَى الْكَلَامَ حِينَئِذٍ، مَا بَيَّنَّا مِنْ أَنَّهُ شُعْلَةُ قَبَسٍ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:
[البحر المنسرح]
فِي كَفِّهِ صَعْدَةٌ مُشَقَّفَةٌ | فِيهَا سِنَانٌ كَشُعْلَةِ الْقَبَسِ |
وَقَوْلُهُ: ﴿لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ﴾ [النمل: ٧] يَقُولُ: كَيْ تَصْطَلُوا بِهَا مِنَ الْبَرْدِ.
وَقَوْلُهُ: ﴿فَلَمَّا جَاءَهَا﴾ [النمل: ٨] يَقُولُ: فَلَمَّا جَاءَ مُوسَى النَّارَ الَّتِي آنَسَهَا ﴿نُودِيَ أَنْ -[١٠]- بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا﴾ [النمل: ٨].