ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا﴾ [فاطر: ٦] «فَإِنَّهُ لَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ عَدَاوَتُهُ، وَعَدَاوَتُهُ أَنْ يُعَادِيهِ بِطَاعَةِ اللَّهِ» ﴿إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ﴾ [فاطر: ٦] " وَحِزْبُهُ: أَوْلِيَاؤُهُ " ﴿لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ [فاطر: ٦] «أَيْ لِيَسُوقَهُمْ إِلَى النَّارِ، فَهَذِهِ عَدَاوَتُهُ»
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ [فاطر: ٦] وَقَالَ: " هَؤُلَاءِ حِزْبُهُ مِنَ الْإِنْسِ، يَقُولُ: أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ، وَالْحِزْبُ: وُلَاتُهُ الَّذِينَ يَتَوَلَّاهُمْ وَيَتَوَلَّوْنَهُ " وَقَرَأَ: ﴿إِنَّ وَلِيِّي اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾ [الأعراف: ١٩٦]
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ﴾ [فاطر: ٧] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [البقرة: ٦] بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴿لَهُمْ عَذَابٌ﴾ [آل عمران: ٤] مِنَ اللَّهِ ﴿شَدِيدٌ﴾ [البقرة: ١٦٥]، وَذَلِكَ عَذَابُ النَّارِ وَقَوْلُهُ: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾ [البقرة: ٩] يَقُولُ: وَالَّذِينَ صَدَّقُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَعَمِلُوا بِمَا -[٣٣٣]- أَمَرَهُمُ اللَّهُ، وَانْتَهُوا عَمَّا نَهَاهُمْ عَنْهُ ﴿لَهُمْ مَغْفِرَةٌ﴾ [المائدة: ٩] مِنَ اللَّهِ لِذُنُوبِهِمْ ﴿وَأَجْرٌ كَبِيرٌ﴾ [هود: ١١] وَذَلِكَ الْجَنَّةُ