أَمَّا تَمِيمٌ وَقَيْسٌ وَبَعْضُ نَجْدٍ فَيَقُولُونَ «جَبْرَئِيلُ» (وَمِيكَائِيلُ)، عَلَى مِثَالِ جَبْرَعِيلَ وَمِيكَاعِيلَ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَالرَّاءِ وَبِهَمْزٍ وَزِيَادَةِ يَاءٍ بَعْدَ الْهَمْزَةِ. وَعَلَى الْقِرَاءَةِ بِذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ أَهْلِ الْكُوفَةِ، كَمَا قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَطِيَّةَ:
[البحر الكامل]

عَبَدُوا الصَّلِيبَ وَكَذَّبُوا بِمُحَمَّدٍ وَبِجَبْرَئِيلَ وَكَذَّبُوا مِيكَالَا
وَقَدْ ذُكِرَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ أَنَّهُمَا كَانَا يَقْرَآنِ: (جَبْرِيلُ) بِفَتْحِ الْجِيمِ. وَتَرْكِ الْهَمْزِ. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَهِيَ قِرَاءَةٌ غَيْرُ جَائِزَةٍ الْقِرَاءَةُ بِهَا، لِأَنَّ فَعِيلًا فِي كَلَامِ الْعَرَبِ غَيْرُ مَوْجُودٍ. وَقَدِ اخْتَارَ ذَلِكَ بَعْضُهُمْ، وَزَعَمَ أَنَّهُ اسْمٌ أَعْجَمِيٌّ كَمَا يُقَالُ: سَمْوِيلُ، وَأَنْشَدَ فِي ذَلِكَ:
[البحر البسيط]
بِحَيْثُ لَوْ وُزِنَتْ لَخْمٌ بِأَجْمَعِهَا مَا وَازَنْتَ رِيشَةً مِنْ رِيشِ سَمْوِيلَا
وَأَمَّا بَنُو أَسَدٍ فَإِنَّهَا تَقُولُ جِبْرِينَ بِالنُّونِ. وَقَدْ حُكِيَ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ أَنَّهَا تَزِيدُ فِي جِبْرِيلَ أَلْفًا فَتَقُولُ: «جَبْرَائِيلُ» (وَمِيكَائِيلُ). وَقَدْ حُكِيَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ (جَبْرَئِلّ) بِفَتْحِ الْجِيمِ وَالْهَمْزِ وَتَرْكِ الْمَدِّ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ،


الصفحة التالية
Icon