لِنَعْلَمَ} [البقرة: ١٤٣] وَمَعْنَاهُ: لِيَعْلَمَ رَسُولِي وَأَوْلِيَائِي، إِذْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَوْلِيَاؤُهُ مِنْ حِزْبِهِ، وَكَانَ مِنْ شَأْنِ الْعَرَبِ إِضَافَةُ مَا فَعَلَتْهُ أَتْبَاعُ الرَّئِيسِ إِلَى الرَّئِيسِ، وَمَا فُعِلَ بِهِمْ إِلَيْهِ نَحْوَ قَوْلِهِمْ: فَتْحَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ سَوَادَ الْعِرَاقِ، وَجَبَى خَرَاجَهَا، وَإِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ أَصْحَابُهُ عَنْ سَبَبٍ كَانَ مِنْهُ فِي ذَلِكَ. وَكَالَّذِي رُوِيَ فِي نَظِيرِهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " يَقُولُ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: مَرِضْتُ فَلَمْ يَعُدْنِي عَبْدِي، وَاسْتَقْرَضْتُهُ فَلَمْ يُقْرِضْنِي، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَنْبَغِ لَهُ أَنْ يَشْتُمَنِي "
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا خَالِدٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللَّهُ: " اسْتَقْرَضْتُ عَبْدِي فَلَمْ يُقْرِضْنِي، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَنْبَغِ لَهُ أَنْ يَشْتُمَنِيَ يَقُولُ: «وَادَهْرَاهُ، وَأَنَا الدَّهْرُ، أَنَا الدَّهْرُ» حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ فَأَضَافَ تَعَالَى ذِكْرُهُ الِاسْتِقْرَاضَ، وَالْعِيَادَةَ إِلَى نَفْسِهِ، وَقَدْ كَانَ ذَلِكَ بِغَيْرِهِ إِذْ كَانَ ذَلِكَ عَنْ سَبَبِهِ وَقَدْ حُكِيَ عَنِ الْعَرَبِ سَمَاعًا: أَجُوعُ فِي غَيْرِ بَطْنِي، وَأَعْرَى فِي غَيْرِ ظَهْرِي، بِمَعْنَى جُوعُ أَهْلِهِ، وَعِيَالِهِ وَعُرْي ظُهُورِهِمْ، فَكَذَلِكَ قَوْلِهِ: ﴿إِلَّا لِنَعْلَمَ﴾ [البقرة: ١٤٣] بِمَعْنَى -[٦٤٣]- يَعْلَمُ أَوْلِيَائِي وَحِزْبِي. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ


الصفحة التالية
Icon