وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فِي ذَلِكَ مَا: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: ثني نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مُجَاهِدٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ ﴿هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: ٩] قَالَ: «نَحْنُ الَّذِينَ يَعْلَمُونَ، وَعَدُوُّنَا الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ»
وَقَوْلُهُ: ﴿إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّمَا يَعْتَبِرُ حُجَجِ اللَّهِ، فَيَتَّعِظُ، وَيَتَفَكَّرُ فِيهَا، وَيَتَدَبَّرُهَا أَهْلُ الْعُقُولِ وَالْحُجَى، لَا أَهْلُ الْجَهْلِ وَالنَّقْصِ فِي الْعُقُولِ
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: ١٠] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ﴿قُلْ﴾ [البقرة: ٨٠] يَا مُحَمَّدُ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا: ﴿يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [الزمر: ١٠] بِاللَّهِ، وَصَدَّقُوا رَسُولَهُ ﴿اتَّقُوا رَبَّكُمْ﴾ [النساء: ١] بِطَاعَتِهِ وَاجْتِنَابِ مَعَاصِيهِ ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ﴾ [النحل: ٣٠] ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ: لِلَّذِينَ أَطَاعُوا اللَّهَ حَسَنَةٌ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا؛ وَقَالَ فِي مِنْ صِلَةِ حَسَنَةٌ، وَجَعَلَ مَعْنَى الْحَسَنَةِ: الصِّحَّةَ وَالْعَافِيَةَ