ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " نَزَلَتْ عَلَيْنَا هَذِهِ الْآيَةُ وَمَا نَدْرِي مَا تَفْسِيرُهَا حَتَّى وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ، فَقُلْنَا: هَذَا الَّذِي وَعَدَنَا رَبُّنَا أَنْ نَخْتَصِمَ فِي " ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾ [الزمر: ٣١]
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: ثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: " لَمَّا نَزَلَتْ: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ﴾ [الزمر: ٣١] الْآيَةَ، قَالُوا: مَا خُصُومَتُنَا بَيْنَنَا وَنَحْنُ إِخْوَانٌ، قَالَ: فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، قَالُوا: هَذِهِ خُصُومَتُنَا بَيْنَنَا "
حُدِّثْتُ عَنِ ابْنِ أَبِي جَعْفَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةَ، فِي قَوْلِهِ ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾ [الزمر: ٣١] قَالَ: «هُمْ أَهْلُ الْقِبْلَةِ» وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ أَنْ يُقَالَ: عُنِيَ بِذَلِكَ: إِنَّكَ يَا مُحَمَّدُ سَتَمُوتُ، وَإِنَّكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ سَتَمُوتُونَ، ثُمَّ إِنَّ جَمِيعُكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ تَخْتَصِمُونَ عِنْدَ رَبِّكُمْ، مُؤْمِنُكُمْ وَكَافِرُكُمْ، وَمُحِقُّوكُمْ وَمُبْطِلُوكُمْ، وَظَالِمُوكُمْ وَمَظْلُومُوكُمْ، -[٢٠٣]- حَتَّى يُؤْخَذَ لِكُلٍّ مِنْكُمْ مِمَّنْ لِصَاحِبِهِ قِبَلَهُ حَقٌّ حَقُّهُ وَإِنَّمَا قُلْنَا هَذَا الْقَوْلُ أَوْلَى بِالصَّوَابِ لِأَنَّ اللَّهَ عَمَّ بِقَوْلِهِ: ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾ [الزمر: ٣١] خِطَابَ جَمِيعِ عِبَادِهِ، فَلَمْ يُخَصِّصْ بِذَلِكَ مِنْهُمْ بَعْضًا دُونَ بَعْضٍ، فَذَلِكَ عَلَى عُمُومَهِ عَلَى مَا عَمَّهُ اللَّهُ بِهِ؛ وَقَدْ تَنْزِلُ الْآيَةُ فِي مَعْنًى، ثُمَّ يَكُونُ دَاخِلًا فِي حُكْمِهَا كُلُّ مَا كَانَ فِي مَعْنَى مَا نَزَلَتْ بِهِ