ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَوْلُهُ: ﴿ذُو الْأَوْتَادِ﴾ [ص: ١٢] قَالَ: «كَانَ يُعَذِّبُ النَّاسَ بِالْأَوْتَادِ، يُعَذِّبُهُمْ بِأَرْبَعَةِ أَوْتَادٍ، ثُمَّ يَرْفَعُ صَخْرَةً تُمَدُّ بِالْحِبَالِ، ثُمَّ تُلْقَى عَلَيْهِ فَتَشْدَخُهُ»
حُدِّثْتُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْهَيْثَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: «كَانَ يُعَذِّبُ النَّاسَ بِالْأَوْتَادِ» وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَى ذَلِكَ: ذُو الْبُنْيَانِ، قَالُوا: وَالْبُنْيَانُ: هُوَ الْأَوْتَادُ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حُدِّثْتُ عَنِ الْمُحَارِبِيِّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، ﴿ذُو الْأَوْتَادِ﴾ [ص: ١٢] قَالَ: «ذُو الْبُنْيَانِ» وَأَشْبَهُ الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: عُنِيَ بِذَلِكَ الْأَوْتَادُ، إِمَّا لِتَعْذِيبِ النَّاسِ، وَإِمَّا لِلِعَبٍ، كَانَ يُلْعَبُ لَهُ بِهَا، وَذَلِكَ أَنَّ ذَلِكَ هُوَ الْمَعْرُوفُ مِنْ مَعْنَى الْأَوْتَادِ، ﴿وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ﴾ [ص: ١٣] وَقَدْ ذَكَرْنَا أَخْبَارَ كُلِّ هَؤُلَاءِ فِيمَا مَضَى قَبْلُ مِنْ كِتَابِنَا هَذَا ﴿وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ﴾ [ص: ١٣] يَعْنِي: وَأَصْحَابُ الْغَيْضَةِ
وَكَانَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ فِيمَا: حُدِّثْتُ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ أَبِي عَمْرٍو، يَقُولُ: " الْأَيْكَةُ: الْحَرَجَةُ مِنَ النَّبْعِ وَالسِّدْرِ " وَهُوَ الْمُلْتَفُ مِنْهُ، قَالَ الشَّاعِرِ:
[البحر الكامل]
-[٣٢]- أَفَمِنْ بُكَاءِ حَمَامَةٍ فِي أَيْكَةٍ | يَرْفَضُّ دَمْعُكَ فَوْقَ ظَهْرِ الْمَحْمَلِ |