حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، أَنَّ أَبَا فِرَاسٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ لَمَّا خَلَقَ آدَمَ نَفَضَهُ نَفْضَ الْمِزْوَدِ، فَأَخْرَجَ مِنْهُ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ، فَخَرَجَ أَمْثَالُ النَّغَفِ، فَقَبَضَهُمْ قَبْضَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: شَقِيُّ وَسَعِيدٌ، ثُمَّ أَلْقَاهُمَا، ثُمَّ قَبَضَهُمَا فَقَالَ: ﴿فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ﴾ [الشورى: ٧] "
قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي شَبُّوَيْهِ، حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ، أَنَّهُ -[٤٧٢]- بَلَغَهُ أَنَّ مُوسَى قَالَ: «يَا رَبِّ خَلْقُكَ الَّذِينَ خَلَقْتَهُمْ، جَعَلْتَ مِنْهُمْ فَرِيقًا فِي الْجَنَّةِ، وَفَرِيقًا فِي السَّعِيرِ، لَوْمَا أَدْخَلْتَهُمْ كُلَّهُمُ الْجَنَّةَ قَالَ» : يَا مُوسَى ارْفَعْ زَرْعَكَ، فَرَفَعَ قَالَ: قَدْ رَفَعْتُ قَالَ: ارْفَعْ، فَرَفَعَ، فَلَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا قَالَ: يَا رَبِّ قَدْ رَفَعْتُ قَالَ: ارْفَعْ قَالَ: قَدْ رَفَعْتُ إِلَّا مَا لَا خَيْرَ فِيهِ قَالَ: كَذَلِكَ أُدْخِلُ خَلْقِي كُلَّهُمُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَا لَا خَيْرَ فِيهِ " وَقِيلَ: ﴿فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ﴾ [الشورى: ٧] فَرَفَعَ وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ قَبْلَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: ﴿لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا﴾ [الشورى: ٧] بِالنَّصْبِ، لِأَنَّهُ أُرِيدَ بِهِ الِابْتِدَاءُ، كَمَا يُقَالُ: رَأَيْتُ الْعَسْكَرَ مَقْتُولٌ أَوْ مُنْهَزِمٌ، بِمَعْنَى: مِنْهُمْ مَقْتُولٌ، وَمِنْهُمْ مُنْهَزِمٌ