رَهْنٌ وَكَذَلِكَ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَ (كُلُوا مِنْ ثُمُرِهِ) بِضَمِّ الثَّاءِ وَالْمِيمِ، وَنَظِيرُ قَوْلِ الرَّاجِزِ:
حَتَّى إِذَا ابْتَلَّتْ حَلَاقِيمُ الْحُلُقِ
وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ السُّقُفَ بِضَمِّ السِّينِ وَالْقَافِ جَمْعُ سَقْفٍ، وَالرُّهُنُ بِضَمِّ الرَّاءِ وَالْهَاءِ جَمْعُ رَهْنٍ، فَأَغْفَلَ وَجْهَ الصَّوَابِ فِي ذَلِكَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ غَيْرُ مَوْجُودٍ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ اسْمٌ عَلَى تَقْدِيرِ فَعْلَ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَسُكُونِ الْعَيْنِ مَجْمُوعًا عَلَى فُعُلٍ، فَيُجْعَلُ السُّقُفُ وَالرُّهُنُ مِثْلَهُ وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي، أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مُتَقَارِبَتَا الْمَعْنَى، مَعْرُوفَتَانِ فِي قِرَاءَةِ الْأَمْصَارِ، فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ
وَقَوْلُهُ: ﴿وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ﴾ [الزخرف: ٣٣] يَقُولُ: وَمَرَاقِي وَدَرَجًا عَلَيْهَا يَصْعَدُونَ، فَيَظْهَرُونَ عَلَى السَّقْفِ وَالْمَعَارِجُ: هِيَ الدَّرَجُ نَفْسُهَا، كَمَا قَالَ الْمُثَنَّى بْنُ جَنْدَلٍ:
يَا رَبَّ الْبَيْتِ ذِي الْمَعَارِجِ
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ قَالَ: ثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ -[٥٩١]- عَبَّاسٍ، ﴿وَمَعَارِجَ﴾ [الزخرف: ٣٣] قَالَ: «مَعَارِجُ مِنْ فِضَّةٍ، وَهِيَ دَرَجٌ»