وَقَوْلُهُ: ﴿وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ﴾ [محمد: ٢٠] يَقُولُ: وذُكِرَ فِيهَا الْأَمْرُ بِقِتَالِ الْمُشْرِكِينَ وَكَانَ قَتَادَةُ يَقُولُ فِي ذَلِكَ
مَا: حَدَّثَنِي بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ﴾ [محمد: ٢٠] قَالَ: «كُلُّ سُورَةٍ ذُكِرَ فِيهَا الْجِهَادُ فَهِيَ مُحْكَمَةٌ، وَهِيَ أَشَدُّ الْقُرْآنِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ»
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ﴾ [محمد: ٢٠] قَالَ: «كُلُّ سُورَةٍ ذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ فَهِيَ مُحْكَمَةٌ»
وَقَوْلُهُ: ﴿رَأَيْتُ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾ [محمد: ٢٠] يَقُولُ: رَأَيْتُ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ شَكٌّ فِي دِينِ اللَّهِ وَضَعْفٌ ﴿يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ﴾ [الأعراف: ١٩٨] يَا مُحَمَّدُ، ﴿نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ﴾ [محمد: ٢٠]، خَوْفًا أَنْ تُغْزِيَهُمْ وَتَأْمُرَهُمْ بِالْجِهَادِ مَعَ الْمُسْلِمِينَ، فَهُمْ خَوْفًا مِنْ ذَلِكَ وَتَجَبُّنًا عَنْ لِقَاءِ الْعَدُوِّ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ الَّذِي قَدْ صُرِعَ وَإِنَّمَا عَنَى بِقَوْلِهِ: ﴿مِنَ الْمَوْتِ﴾ [الأحزاب: ١٦] مِنْ خَوْفِ الْمَوْتِ، وَكَانَ هَذَا فُعْلُ أَهْلِ النِّفَاقِ
كَالَّذِي: حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿يَنْظُرُونَ إِلَيْكُ نَظَرُ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ﴾ [محمد: ٢٠] قَالَ: «هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقُونَ طَبَعَ -[٢١١]- اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، فَلَا يَفْقَهُونَ مَا يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»