رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَ: مَا تُنْكِرُ؟ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى﴾ [الضحى: ٧] قَالَ: ثُمَّ سَأَلْتُ صَالِحَ بْنَ كَيْسَانَ عَنْهَا، فَقَالَ لِي: هَلْ سَأَلْتَ أَحَدًا؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَدْ سَأَلْتُ عَنْهَا زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ، فَقَالَ: مَا قَالَ لَكَ؟ فَقُلْتُ: بَلْ تُخْبِرُنِي مَا تَقُولُ، فَقَالَ: لَأُخْبِرَنَّكَ بِرَأْيِي الَّذِي عَلَيْهِ رَأْيِي، فَأَخْبِرْنِي مَا قَالَ لَكَ؟ قُلْتُ: قَالَ: يُرَادُ بِهَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: وَمَا عِلْمُ زَيْدٍ؟ وَاللَّهِ مَا سِنٌّ عَالِيَةٌ، وَلَا لِسَانٌ فَصِيحٌ، وَلَا مَعْرِفَةٌ بِكَلَامِ الْعَرَبِ، إِنَّمَا يُرَادُ بِهَذَا الْكَافِرُ ثُمَّ قَالَ: اقْرَأْ مَا بَعْدَهَا يَدُلُّكَ عَلَى ذَلِكَ قَالَ: ثُمَّ سَأَلْتُ حُسَيْنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ لِي مِثْلَ مَا قَالَ صَالِحٌ: هَلْ سَأَلْتَ أَحَدًا فَأَخْبِرْنِي بِهِ؟ قُلْتُ: إِنِّي قَدْ سَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ وَصَالِحَ بْنَ كَيْسَانَ، فَقَالَ لِي: مَا قَالَا لَكَ؟ قُلْتُ: بَلْ تُخْبِرُنِي بِقَوْلِكَ قَالَ: لَأُخْبِرَنَّكَ بِقَوْلِي، فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي قَالَا لِي قَالَ: أُخَالِفُهُمَا جَمِيعًا، يُرِيدُ بِهَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ قَالَ اللَّهُ: ﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ﴾ [ق: ١٩]. ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾ [ق: ٢٢] قَالَ: فَانْكَشَفَ الْغِطَاءُ عَنِ الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ، فَرَأَى كُلٌّ مَا يَصِيرُ إِلَيْهِ "
حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدٌ قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ﴾ [ق: ٢١] «يَعْنِي -[٤٣٣]- الْمُشْرِكِينَ» وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: عَنَى بِهَا الْبَرَّ وَالْفَاجِرَ، لِأَنَّ اللَّهَ أَتْبَعَ هَذِهِ الْآيَاتِ قَوْلَهُ: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ﴾ [ق: ١٦] وَالْإِنْسَانُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ بِمَعْنَى: النَّاسُ كُلُّهُمْ، غَيْرُ مَخْصُوصٍ مِنْهُمْ بَعْضٌ دُونَ بَعْضٍ فَمَعْلُومٌ إِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ أَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ﴾ [ق: ١٩] وَجَاءَتْكَ أَيُّهَا الْإِنْسَانُ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ﴿ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ﴾ [ق: ١٩] وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ كَانَتْ بَيِّنَةٌ صِحَّةُ مَا قُلْنَا