حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدٌ قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأَتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾ [ق: ٣٠] كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: " إِنَّ اللَّهَ الْمَلِكَ قَدْ سَبَقَتْ مِنْهُ كَلِمَةٌ ﴿لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ﴾ [السجدة: ١٣] لَا يُلْقَى فِيهَا شَيْءٌ إِلَّا ذَهَبَ فِيهَا، لَا يَمْلَأُهَا شَيْءٌ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ مِنْ أَهْلِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا، وَهِيَ لَا يَمْلَأُهَا شَيْءٌ، أَتَاهَا الرَّبُّ فَوَضَعَ قَدَمَهُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ لَهَا: هَلِ امْتَلَأَتِ يَا جَهَنَّمُ؟ فَتَقُولُ: قَطِ قَطِ؛ قَدِ امْتَلَأَتُ، مَلَأْتَنِي مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فَلَيْسَ فِيَّ مَزِيدٌ "؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «وَلَمْ يَكُنْ يَمْلَأُهَا شَيْءٌ حَتَّى وَجَدَتْ مَسَّ قَدَمِ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ، فَتَضَايَقَتْ، فَمَا فِيهَا مَوْضِعُ إِبْرَةٍ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: زِدْنِي، إِنَّمَا هُوَ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ، بِمَعْنَى الِاسْتِزَادَةِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " يُلْقَى فِي جَهَنَّمَ وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ثَلَاثًا، حَتَّى يَضَعَ قَدَمَهُ فِيهَا، فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، فَتَقُولُ: قَطِ قَطِ، ثَلَاثًا "
حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأَتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾ [ق: ٣٠] «لِأَنَّهَا قَدِ امْتَلَأَتْ» وَهَلْ مِنْ مَزِيدٍ: هَلْ بَقِيَ أَحَدٌ؟ قَالَ: هَذَانِ الْوَجْهَانِ فِي هَذَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَالَ: قَالُوا هَذَا وَهَذَا -[٤٤٦]- وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: هُوَ بِمَعْنَى الِاسْتِزَادَةِ، هَلْ مِنْ شَيْءٍ أَزْدَادُهُ؟ وَإِنَّمَا قُلْنَا ذَلِكَ أَوْلَى الْقَوْلَيْنِ بِالصَّوَابِ لِصِحَّةِ الْخَبَرِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ