ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ﴾ [القمر: ٩] قَالَ: «اتَّهَمُوهُ وَزَجَرُوهُ وَأَوْعَدُوهُ لَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ لَيَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ»، وَقَرَأَ ﴿لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ﴾ [الشعراء: ١١٦] "
وَقَوْلُهُ: ﴿فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ﴾ [القمر: ١٠] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَدَعَا نُوحٌ رَبَّهُ: إِنَّ قَوْمِي قَدْ غَلَبُونِي، تَمَرُّدًا وَعُتُوًّا، وَلَا طَاقَةَ لِي بِهِمْ، فَانْتَصِرْ مِنْهُمْ بِعِقَابٍ مِنْ عِنْدِكِ عَلَى كُفْرِهِمْ بِكَ
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ﴾ [القمر: ١٢] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿فَفَتَحْنَا﴾ [القمر: ١١] لَمَّا دَعَانَا نُوحٌ مُسْتَغِيثًا بِنَا عَلَى قَوْمِهِ ﴿أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ﴾ [القمر: ١١] وَهُوَ الْمُنْدَفِقُ، كَمَا قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ فِي صِفَةِ غَيْثٍ:
رَاحَ تَمْرِيهِ الصَّبَا ثُمَّ انْتَحَى | فِيهِ شُؤْبُوبُ جَنُوبٍ مُنْهَمِرْ |