حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ ﴿خَلَقَ الْإِنْسَانَ﴾ [النحل: ٤] قَالَ: " الْإِنْسَانُ: آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ " وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ عَنَى بِذَلِكَ النَّاسَ جَمِيعًا، وَإِنَّمَا وَحَّدَ فِي اللَّفْظِ لِأَدَائِهِ عَنْ جِنْسِهِ، كَمَا قِيلَ: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ [العصر: ٢] وَالْقَوْلَانِ كِلَاهُمَا غَيْرُ بَعِيدَيْنِ مِنَ الصَّوَابِ لِاحْتِمَالِ ظَاهِرِ الْكَلَامِ إِيَّاهُمَا
وَقَوْلُهُ: ﴿عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾ [الرحمن: ٤] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: عَلَّمَ الْإِنْسَانَ الْبَيَانَ ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الْمَعْنِيِّ بِالْبَيِانِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَنَى بِهِ بَيَانَ الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ ﴿عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾ [الرحمن: ٤] «عَلَّمَهُ اللَّهُ بَيَانَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ بَيَّنَ حَلَالَهُ وَحَرَامَهُ، لِيَحْتَجَّ بِذَلِكَ عَلَى خَلْقِهِ»
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ ﴿عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾ [الرحمن: ٤] «الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ لِيَحْتَجَّ بِذَلِكَ عَلَيْهِ»
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ قَالَ: ثَنَا أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾ [الرحمن: ٤] قَالَ: «تَبَيَّنَ لَهُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ، وَمَا يَأْتِي، وَمَا يَدَعُ» -[١٧٠]- وَقَالَ آخَرُونَ: عَنَى بِهِ الْكَلَامَ: أَيْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ الْبَيَانَ