سَائِرِ الْفَوَاكِهِ؟ قُلْنَا: ذَلِكَ كَقَوْلِهِ: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى﴾ [البقرة: ٢٣٨] فَقَدْ أَمَرَهُمْ بِالْمُحَافَظَةِ عَلَى كُلِّ صَلَاةٍ، ثُمَّ أَعَادَ الْعَصْرَ تَشْدِيدًا لَهَا، كَذَلِكَ أُعِيدَ النَّخْلُ وَالرُّمَّانُ تَرْغِيبًا لِأَهْلِ الْجَنَّةِ وَقَالَ: وَذَلِكَ كَقَوْلِهِ: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ﴾ ثُمَّ قَالَ: ﴿وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ﴾ [الحج: ١٨] وَقَدْ ذَكَرَهُمْ فِي أَوَّلِ الْكَلِمَةِ فِي قَوْلِهِ: ﴿مَنْ فِي السَّمَوَاتِ ومَنْ فِي الْأَرْضِ﴾
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: «نَخْلُ الْجَنَّةِ جُذُوعُهَا مِنْ ذَهَبٍ، وَعُرُوقُهَا مِنْ ذَهَبٍ، وَكَرَانِيفُهَا مِنْ زُمُرُّدٍ، وَسَعَفُهَا كِسْوَةٌ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ، وَرُطَبُهَا كَالدِّلَاءِ، أَشَدَّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَلْيَنَ مِنَ الزُّبْدِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، لَيْسَ لَهُ عَجْمٌ»
قَالَ: ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ وَهْبٍ الذِّمَارِيِّ قَالَ: «بَلْغَنَا أَنَّ فِي، الْجَنَّةِ نَخْلًا جُذُوعُهَا مِنْ ذَهَبٍ، وَكَرَانِيفُهَا مِنْ ذَهَبٍ، وَجَرِيدُهَا مِنْ ذَهَبٍ وَسَعَفُهَا كِسْوَةٌ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ، كَأَحْسَنِ حُلَلٍ رَآهَا النَّاسُ قَطُّ، وَشَمَارِيخُهَا مِنْ ذَهَبٍ وَعَرَاجِينُهَا مِنْ ذَهَبٍ، وَثَفَارِيقُهَا مِنْ ذَهَبٍ، وَرُطَبُهَا أَمْثَالُ الْقِلَالِ، أَشَدَّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَالْفِضَّةِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَالْسُّكَّرِ، وَأَلْيَنَ مِنَ الزُّبْدِ وَالسَّمْنِ»