حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: ثَنَا دَاودُ بْنُ الْمُحَبَّرِ قَالَ: ثَنَا الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ قَالَ: ثَنَا عَقِيلٌ الْجَعْدِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اخْتَلَفَ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةٍ، نَجَا مِنْهُمْ ثَلَاثٌ وَهَلَكَ سَائِرُهُمْ: فِرْقَةٌ مِنَ الثَّلَاثِ وَازَتِ الْمُلُوكَ وَقَاتَلَتْهُمْ عَلَى دِينِ اللَّهِ وَدِينِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، فَقَتَلَتْهُمُ الْمُلُوكُ؛ وَفِرْقَةٌ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ طَاقَةٌ بِمُوَازَاةِ الْمُلُوكِ، فَأَقَامُوا بَيْنَ ظَهْرَانَيْ قَوْمِهِمْ يَدْعُونَهُمْ إِلَى دِينِ اللَّهِ وَدِينِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَقَتَلَهُمُ الْمُلُوكُ، وَنَشَرَتْهُمْ بِالْمَنَاشِيرِ؛ وَفِرْقَةٌ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ طَاقَةٌ بِمَوَازَاةِ الْمُلُوكِ، وَلَا بِالْمُقَامِ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ قَوْمِهِمْ يَدْعُونَهُمْ إِلَى دِينِ اللَّهِ وَدِينِ -[٤٣١]- عِيسَى صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَلَحِقُوا بِالْبَرَارِي وَالْجِبَالِ، فَتَرَهَّبُوا فِيهَا، فَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " ﴿وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ﴾ [الحديد: ٢٧] قَالَ: «مَا فَعَلُوهَا إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ» ﴿فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا﴾ [الحديد: ٢٧] قَالَ: «مَا رَعَاهَا الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ حَقَّ رِعَايَتِهَا» ﴿فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ﴾ [الحديد: ٢٧] قَالَ: «وَهُمُ الَّذِينَ آمَنُوا بِي وَصَدَّقُونِي» قَالَ ﴿وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [الحديد: ١٦] قَالَ: «فَهُمُ الَّذِينَ جَحَدُونِي وَكَذَّبُونِي»