حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ﴾ [الممتحنة: ١١] إِذَا فَرَرْنَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى كُفَّارٍ لَيْسَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهْدٌ
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ﴿وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ﴾ [الممتحنة: ١١] قَالَ: لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمْ عَهْدٌ
وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ هُمْ كُفَّارُ قُرَيْشٍ الَّذِي كَانُوا أَهْلَ هُدْنَةٍ وَذَلِكَ قَوْلُ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي بِذَلِكَ يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْهُ
وَقَوْلُهُ: ﴿فَعَاقَبْتُمْ﴾ [الممتحنة: ١١] اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْأَمْصَارِ ﴿فَعَاقَبْتُمْ﴾ [الممتحنة: ١١] بِالْأَلِفِ عَلَى مِثَالِ فَاعَلْتُمْ، بِمَعْنَى: أَصَبْتُمْ مِنْهُمْ عُقْبَى. وَقَرَأَهُ حُمَيْدٌ الْأَعْرَجُ فِيمَا ذُكِرَ عَنْهُ: «فَعَقَّبْتُمْ» عَلَى مِثَالِ فَعَّلْتُمْ مُشَدَّدَةَ الْقَافِ، وَهُمَا فِي اخْتِلَافِ الْأَلْفَاظِ بِهِمَا نَظِيرُ قَوْلِهِ: ﴿وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ﴾ [لقمان: ١٨] وَتُصَاعِرْ مَعَ تَقَارُبِ مَعَانِيهِمَا. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَأَوْلَى الْقِرَاءَتَيْنِ عِنْدِي بِالصَّوَابِ فِي ذَلِكَ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَ ﴿فَعَاقَبْتُمْ﴾ [الممتحنة: ١١] بِالْأَلِفِ لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَيْهِ.
وَقَوْلُهُ: ﴿فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا﴾ [الممتحنة: ١١] يَقُولُ: فَأَعْطُوا -[٥٩٠]- الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِنْكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا عَلَيْهِنَّ مِنَ الصَّدَاقِ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي الْمَالِ الَّذِي أَمَرَ أَنْ يُعْطَى مِنْهُ الَّذِي ذَهَبَتْ زَوْجَتُهُ إِلَى الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أُمِرُوا أَنْ يُعْطُوهُمْ صَدَاقَ مَنْ لَحِقَ بِهِمْ مِنْ نِسَاءِ الْمُشْرِكِينَ.