وَقَوْلُهُ: ﴿وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ﴾ [البقرة: ٢٣١] يَقُولُ: وَمَنْ يُلْهِهِ مَالُهُ وَأَوْلَادُهُ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴿فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ [البقرة: ١٢١] يَقُولُ: هُمُ الْمَغْبُونُونَ حُظُوظَهُمْ مِنْ كَرَامَةِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المنافقون: ١١] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿وَأَنْفِقُوا﴾ [البقرة: ١٩٥] أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ مِنَ الْأَمْوَالِ الَّتِي رَزَقْنَاكُمْ ﴿مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ﴾ [المنافقون: ١٠] إِذَا نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ: يَا رَبِّ هَلَّا أَخَّرْتَنِي فَتُمْهِلُ لِي فِي الْأَجَلِ إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ ﴿فَأَصَّدَّقَ﴾ [المنافقون: ١٠] يَقُولُ: فَأُزَكِّي مَالِي ﴿وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [المنافقون: ١٠] يَقُولُ: وَأَعْمَلُ بِطَاعَتِكَ، وَأُؤَدِّي فَرَائِضَكَ. وَقِيلَ: عَنَى بِقَوْلِهِ: ﴿وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [المنافقون: ١٠] وَأَحُجُّ بَيْتَكَ الْحَرَامَ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي يُونُسُ وَسَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ سَعِيدٌ، ثنا سُفْيَانُ وَقَالَ يُونُسُ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاةَ مَالِهِ وَلَمْ يَحُجَّ إِلَّا سَأَلَ الْكَرَّةَ، فَقَالُوا: يَا أَبَا عَبَّاسٍ لَا -[٦٧٢]- تَزَالُ تَأْتِينَا بِالشَّيْءِ لَا نَعْرِفُهُ؛ قَالَ: فَأَنَا أَقْرَأُ عَلَيْكُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ: ﴿وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَقَ﴾ [المنافقون: ١٠] قَالَ: أُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِي ﴿وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [المنافقون: ١٠] قَالَ: أَحُجُّ