حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، ﴿فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [المنافقون: ١٠] قَالَ: الزَّكَاةُ وَالْحَجُّ وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ: ﴿وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [المنافقون: ١٠] فَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ أَهْلِ الْأَمْصَارِ غَيْرَ ابْنِ مُحَيْصِنٍ وَأَبِي عَمْرٍو: ﴿وَأَكُنْ﴾ [يوسف: ٣٣] جَزْمًا عَطْفًا بِهَا عَلَى تَأْوِيلِ قَوْلِهِ: ﴿فَأَصَّدَّقَ﴾ [المنافقون: ١٠] لَوْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ الْفَاءُ، وَذَلِكَ أَنَّ قَوْلَهُ: ﴿فَأَصَّدَّقَ﴾ [المنافقون: ١٠] لَوْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ الْفَاءُ كَانَ جَزْمًا. وَقَرَأَ ذَلِكَ ابْنُ مُحَيْصِنٍ وَأَبُو عَمْرٍو: (وَأَكُونَ) بِإِثْبَاتِ الْوَاوِ وَنَصْبِ (وَأَكُونَ) عَطْفًا بِهِ عَلَى قَوْلِهِ: ﴿فَأَصَّدَّقَ﴾ [المنافقون: ١٠] فَنَصْبُ قَوْلِهِ (وَأَكُونَ) إِذْ كَانَ قَوْلُهُ: ﴿فَأَصَّدَّقَ﴾ [المنافقون: ١٠] نَصَبًا. وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ: أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ، فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ
وَقَوْلُهُ: ﴿وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا﴾ [المنافقون: ١١] يَقُولُ: لَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ فِي أَجَلِ أَحَدٍ فَيَمُدَّ لَهُ فِيهِ إِذَا حَضَرَ أَجَلُهُ، وَلَكِنَّهُ يَخْتَرِمُهُ. ﴿وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [آل عمران: ١٥٣] يَقُولُ: وَاللَّهُ ذُو خِبْرَةٍ وَعِلْمٍ بِأَعْمَالِ عَبِيدِهِ هُوَ بَجَمِيعِهَا مُحِيطٌ، لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ، وَهُوَ مُجَازِيهِمْ بِهَا، الْمُحْسِنَ بِإِحْسَانِهِ، وَالْمُسِيءُ بِإِسَاءَتِهِ.