حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ حُصَيْنًا عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا﴾ [المعارج: ١٩] قَالَ: حَرِيصًا
حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا﴾ [المعارج: ١٩] قَالَ: الْهَلُوعُ: الْجَزُوعُ
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: ﴿خُلِقَ هَلُوعًا﴾ [المعارج: ١٩] قَالَ: جَزُوعًا
وَقَوْلُهُ: ﴿إِذَا مَسَّهُ الشَّرُ جَزُوعًا﴾ [المعارج: ٢٠] يَقُولُ: إِذَا قَلَّ مَالُهُ وَنَالَهُ الْفَقْرُ وَالْعَدَمُ فَهُوَ جَزُوعٌ مِنْ ذَلِكَ لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ. ﴿وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا﴾ [المعارج: ٢١] يَقُولُ: وَإِذَا كَثُرَ مَالُهُ، وَنَالَ الْغِنَى فَهُوَ مَنُوعٌ لِمَا فِي يَدِهِ، بِخَيْلٌ بِهِ، لَا يُنْفِقُهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَلَا يُؤَدِّي حَقَّ اللَّهِ مِنْهُ.
وَقَوْلُهُ: ﴿إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾ [المعارج: ٢٣] يَقُولُ: إِلَّا الَّذِينَ يُطِيعُونَ اللَّهَ بِأَدَاءِ مَا افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ مِنَ الصَّلَاةِ، وَهُمْ عَلَى أَدَاءِ ذَلِكَ مُقِيمُونَ لَا يُضَيِّعُونَ مِنْهَا شَيْئًا، فَإِنَّ أُولَئِكَ غَيْرُ دَاخِلِينَ فِي عِدَادِ مَنْ خُلِقَ هَلُوعًا، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ بِرَبِّهِ كَافِرٌ لَا يُصَلِّي لِلَّهِ. وَقِيلَ: عُنِيَ بِقَوْلِهِ: ﴿إِلَّا الْمُصَلِّينَ﴾ [المعارج: ٢٢] الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وَقِيلَ عُنِيَ بِهِ كُلُّ مَنْ صَلَّى الْخَمْسَ.