حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: الْمُقْسِطُ: الْعَادِلُ، وَالْقَاسِطُ: الْجَائِرُ. وَذَكَرَ بَيْتَ شِعْرٍ:
[البحر الطويل]

قَسَطْنَا عَلَى الْأَمْلَاكِ فِي عَهْدِ تُبَّعِ وَمِنْ قَبْلِ مَا أَدْرَى النُّفُوسَ عِقَابَهَا
وَقَالَ: وَهَذَا مِثْلُ التَّرِبُ وَالْمُتْرِبُ؛ قَالَ: وَالتَّرِبُ: الْمِسْكِينُ، وَقَرَأَ: ﴿أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ﴾ [البلد: ١٦] قَالَ: وَالْمُتْرِبُ: الْغَنِيُّ
وَقَوْلُهُ: ﴿فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا﴾ [الجن: ١٤] يَقُولُ: ﴿فَمَنْ أَسْلَمَ﴾ [الجن: ١٤] وَخَضَعَ لِلَّهِ بِالطَّاعَةِ، فَأُولَئِكَ تَعَمَّدُوا وَتَرَجُّوا رَشَدًا فِي دِينِهِمْ. ﴿وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ﴾ [الجن: ١٥] يَقُولُ: الْجَائِرُونَ عَنِ الْإِسْلَامِ، ﴿فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا﴾ [الجن: ١٥] تُوقَدُ بِهِمْ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا﴾ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامَ هَؤُلَاءِ الْقَاسِطُونَ عَلَى طَرِيقَةِ الْحَقِّ وَالِاسْتِقَامَةِ ﴿لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا﴾ [الجن: ١٦] يَقُولُ: لَوَسَّعْنَا عَلَيْهِمْ فِي الرِّزْقِ، وَبَسَطْنَاهُمْ فِي الدُّنْيَا ﴿لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ﴾ [طه: ١٣١] يَقُولُ لِنَخْتَبِرَهُمْ فِيهِ. -[٣٣٥]- وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ نَحْوَ الَّذِي قُلْنَا فِيهِ.


الصفحة التالية
Icon