هَارُونَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ عَنْهَا، فَقَالَ: ﴿بَرِقَ﴾ [القيامة: ٧] بِالْكَسْرِ بِمَعْنَى حَارَ. قَالَ: وَسَأَلْتُ عَنْهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي إِسْحَاقَ فَقَالَ: ﴿بَرَقَ﴾ [القيامة: ٧] بِالْفَتْحِ، إِنَّمَا بَرَقَ الْخَيْطَلُ وَالنَّارُ وَالْبَرْقُ. وَأَمَّا الْبَصَرُ فَبَرَقَ عِنْدَ الْمَوْتِ. قَالَ: وَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ ابْنَ أَبِي إِسْحَاقَ، فَقَالَ: أَخَذْتُ قِرَاءَتِي عَنِ الْأَشْيَاخِ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ وَأَصْحَابِهِ. فَذَكَرْتُ لِأَبِي عَمْرٍو، فَقَالَ: لَكِنْ لَا آخُذُ عَنْ نَصْرٍ وَلَا عَنْ أَصْحَابِهِ، فَكَأَنَّهُ يَقُولُ: آخُذُ عَنْ أَهْلِ الْحِجَازِ وَأَوْلَى الْقِرَاءَتَيْنِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا بِالصَّوَابِ كَسْرُ الرَّاءِ ﴿فَإِذَا بَرَقَ﴾ [القيامة: ٧] بِمَعْنَى: فَزِعَ فَشُقَّ وَفُتِحَ مِنْ هَوْلِ الْقِيَامَةِ وَفَزَعِ الْمَوْتِ. وَبِذَلِكَ جَاءَتْ أَشْعَارُ الْعَرَبِ. أَنْشَدَنِي بَعْضُ الرُّوَاةِ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْكِلَابِيِّ:

لَمَّا أَتَانِي ابْنُ صُبَيْحٍ رَاغِبًا أَعْطَيْتُهُ عَيْسَاءَ مِنْهَا فَبَرَقْ
وَحُدِّثْتُ عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا الْفَرَّاءِ قَالَ: أَنْشَدَنِي بَعْضُ الْعَرَبِ:


الصفحة التالية
Icon