ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ: ﴿مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ﴾ [النازعات: ٣٣] قَالَ: مَتَاعًا لَكُمُ الْفَاكِهَةُ، وَلِأَنْعَامِكُمُ الْعُشْبُ
وَقَوْلُهُ: ﴿فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ﴾ [عبس: ٣٣] ذُكِرَ أَنَّهَا اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الْقِيَامَةِ، وَأَحْسَبُهَا مَأْخُوذَةٌ مِنْ قَوْلِهِمْ: صَاخَ فُلَانٌ لَصَوْتِ فُلَانٍ: إِذَا اسْتَمَعَ لَهُ، إِلَّا أَنَّ هَذَا يُقَالُ مِنْهُ: هُوَ مُصِيخٌ لَهُ، وَلَعَلَّ الصَّوْتَ هُوَ الصَّاخُّ، فَإِنْ يَكُنْ ذَلِكَ كَذَلِكَ، فَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ قِيلَ ذَلِكَ لِنَفْخَةِ الصُّورِ ذِكْرُ مَنْ قَالَ: هُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الْقِيَامَةِ:
حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ ﴿فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ﴾ [عبس: ٣٣] قَالَ: هَذَا مِنْ أَسْمَاءِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ عَظَّمَهُ اللَّهُ، وَحَذَّرَهُ عِبَادَهُ
وَقَوْلُهُ: ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ﴾ [عبس: ٣٤] يَقُولُ: فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ فِي هَذَا الْيَوْمِ الَّذِي يَفِرُّ فِيهِ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ. وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ: يَفِرُّ مِنْ أَخِيهِ يَفِرُّ عَنْ أَخِيهِ ﴿وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ -[١٢٥]- وَصَاحِبَتِهِ﴾ [عبس: ٣٦] يَعْنِي زَوْجَتَهُ الَّتِي كَانَتْ زَوْجَتَهُ فِي الدُّنْيَا ﴿وَبَنِيهِ﴾ [عبس: ٣٦] حَذَرًا مِنْ مَطَالَبَتِهِمْ إِيَّاهُ، بِمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ مِنَ التَّبِعَاتِ وَالْمَظَالِمِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ﴾ [عبس: ٣٤] : يَفِرُّ عَنْ أَخِيهِ لِئَلَّا يَرَاهُ، وَمَا يَنْزِلُ بِهِ