الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا﴾ [النبأ: ١٦] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: لِنُخْرِجَ بِالْمَاءِ الَّذِي نُنَزِّلُهُ مِنَ الْمُعْصِرَاتِ إِلَى الْأَرْضِ حَبًّا؛ وَالْحَبُّ كُلُّ مَا تَضَمَنَّهُ كِمَامُ الزَّرْعِ الَّتِي تُحْصَدُ، وَهِيَ جَمْعُ حَبَّةٍ، كَمَا الشَّعِيرُ جَمْعُ شَعِيرَةٍ، وَكَمَا التَّمْرُ جَمْعُ تَمْرَةٍ. وَأَمَّا النَّبَاتُ فَهُوَ الْكَلَأُ الَّذِي يَرْعَى، مِنَ الْحَشِيشِ وَالزُّرُوعِ
وَقَوْلُهُ: ﴿وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا﴾ [النبأ: ١٦] يَقُولُ: وَلِنُخْرِجَ بِذَلِكَ الْغَيْثِ جَنَّاتٍ وَهِيَ الْبَسَاتِينُ؛ وَقَالَ: وَجَنَّاتٍ، وَالْمَعْنَى: وَثَمَرِ جَنَّاتٍ، فَتَرَكَ ذِكْرَ الثَّمَرِ اسْتِغْنَاءً بِدَلَالَةِ الْكَلَامِ عَلَيْهِ مِنْ ذِكْرِهِ
وَقَوْلُهُ: ﴿أَلْفَافًا﴾ [النبأ: ١٦] يَعْنِي: مُلْتَفَّةً مُجْتَمِعَةً وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ الْتَأْوِيلِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا﴾ [النبأ: ١٦] قَالَ: مُجْتَمِعَةً