الْأُخْدُودِ} [البروج: ٤] قَالَ: حُدِّثْنَا أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضَى اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَقُولُ: " هُمْ نَاسٌ بِمَذَارِعِ الْيَمَنِ، اقْتَتَلَ مُؤْمِنُوهَا وَكُفَّارُهَا، فَظَهَرَ مُؤْمِنُوهَا عَلَى كُفَّارِهَا، ثُمَّ اقْتَتَلُوا الثَّانِيَةَ، فَظَهَرَ مُؤْمِنُوهَا عَلَى كُفَّارِهَا، ثُمَّ أَخَذَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ عَهْدًا وَمَوَاثِيقَ أَنْ لَا يَغْدِرَ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ، فَغَدَرَ بِهِمُ الْكُفَّارُ فَأَخَذُوهُمْ أَخْذًا؛ ثُمَّ إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ لَهُمْ: هَلْ لَكُمْ إِلَى خَيْرٍ، تُوقِدُونَ نَارًا ثُمَّ تَعْرِضُونَنَا عَلَيْهَا، فَمَنْ تَابَعَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ فَذَلِكَ الَّذِي تَشْتَهُونَ، وَمَنْ لَا اقْتَحَمَ النَّارَ فَاسْتَرَحْتُمْ مِنْهُ؛ قَالَ: فَأَجَّجُوا نَارًا وَعُرِضُوا عَلَيْهَا، فَجَعَلُوا يَقْتَحِمُونَهَا صَنَادِيدُهُمْ، ثُمَّ بَقِيَتْ مِنْهُمْ عَجُوزٌ كَأَنَّهَا نَكِصَتْ، فَقَالَ لَهَا طِفْلٌ فِي حِجْرِهَا: يَا أُمَّاهُ، امْضِي وَلَا تُنَافِقِي، قَصَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ نَبَّأَهُمْ وَحَدِيثَهُمْ "
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: " ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ﴾ [البروج: ٤] قَالَ: يَعْنِي الْقَاتِلِينَ الَّذِينَ قَتَلُوهُمْ يَوْمَ قُتِلُوا "
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ﴾ [البروج: ٥] قَالَ: هُمْ نَاسٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، خَدُّوا أُخْدُودًا فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ أَوْقَدُوا فِيهَا نَارًا، ثُمَّ أَقَامُوا عَلَى ذَلِكَ الْأُخْدُودَ رِجَالًا وَنِسَاءً، فَعُرِضُوا عَلَيْهَا، وَزَعَمُوا أَنَّهُ دَانْيَالُ وَأَصْحَابُهُ "