ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: «إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَا عَلَيْهَا حَافِظٌ» قَالَ: كُلُّ نَفْسٍ عَلَيْهَا حَفَظَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ "
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَا عَلَيْهَا حَافِظٌ) : حَفَظَةٌ يَحْفَظُونَ عَمَلَكَ وَرِزْقَكَ وَأَجَلَكَ إِذَا تَوَفَّيْتَهُ يَا ابْنَ آدَمَ قُبِضْتَ إِلَى رَبِّكَ "
وَقَوْلُهُ: ﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ﴾ [الطارق: ٥] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ الْمُكَذِّبُ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَمَاتِ، الْمُنْكَرُ قُدْرَةَ اللَّهِ عَلَى إِحْيَائِهِ بَعْدَ مَمَاتِهِ ﴿مِمَّ خُلِقَ﴾ [الطارق: ٥] يَقُولُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ رَبُّهُ؟ ثُمَّ أَخْبَرَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَمَّا خَلَقَهُ مِنْهُ، فَقَالَ: ﴿خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ﴾ [الطارق: ٦] يَعْنِي: مِنْ مَاءٍ مَدْفُوقٍ، وَهُوَ مِمَّا أَخْرَجَتْهُ الْعَرَبُ بِلَفْظِ فَاعِلٍ، وَهُوَ بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ، وَيُقَالُ: إِنَّ أَكْثَرَ مَنْ يَسْتَعْمِلُ ذَلِكَ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، سُكَّانُ الْحِجَازِ إِذَا كَانَ فِي مَذْهَبِ النَّعْتِ، كَقَوْلِهِمْ: هَذَا سِرٌّ كَاتِمٌ، وَهَمٌّ نَاصِبٌ، وَنَحْوِ ذَلِكَ
وَقَوْلُهُ: ﴿يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ﴾ [الطارق: ٧] يَقُولُ: يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ ذَلِكَ، وَمَعْنَى الْكَلَامِ مِنْهُمَا، كَمَا يُقَالُ: سَيَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ هَذَيْنِ الشَّيْئَيْنِ خَيْرٌ كَثِيرٌ، بِمَعْنَى يَخْرُجُ مِنْهُمَا. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى التَّرَائِبِ وَمَوْضِعِهَا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: التَّرَائِبُ: -[٢٩٣]- مَوْضِعُ الْقِلَادَةِ مِنْ صَدْرِ الْمَرْأَةِ