وَعُنِيَ بِقَوْلِهِ: ﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ﴾ [الطارق: ٩] يَوْمَ تُخْتَبَرُ سَرَائِرُ الْعِبَادِ، فَيَظْهَرُ مِنْهَا يَوْمَئِذٍ مَا كَانَ فِي الدُّنْيَا مُسْتَخْفِيًا عَنْ أَعْيُنِ الْعِبَادِ، مِنَ الْفَرَائِضِ الَّتِي كَانَ اللَّهُ أَلْزَمَهُ إِيَّاهَا، وَكَلَّفَهُ الْعَمَلَ بِهَا. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ فِي قَوْلِهِ: " ﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ﴾ [الطارق: ٩] قَالَ: ذَلِكَ الصَّوْمُ وَالصَّلَاةُ وَغُسْلُ الْجَنَابَةِ، وَهُوَ السَّرَائِرُ؛ وَلَوْ شَاءَ أَنْ يَقُولَ: قَدْ صُمْتُ وَلَيْسَ بِصَائِمٍ، وَقَدْ صَلَّيْتُ وَلَمْ يُصَلِّ، وَقَدِ اغْتَسَلْتُ وَلَمْ يَغْتَسِلْ "