حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: " ﴿عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ﴾ [الغاشية: ٣] قَالَ: لَا أَحَدَ أَنْصَبَ وَلَا أَشَدَّ مِنْ أَهْلِ النَّارِ
وَقَوْلُهُ: ﴿تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً﴾ [الغاشية: ٤] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: تَرِدُ هَذِهِ الْوُجُوهٌ نَارًا حَامِيَةً قَدْ حَمِيَتْ وَاشْتَدَّ حَرُّهَا. وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ ﴿تَصْلَى﴾ [الغاشية: ٤] بِفَتْحِ التَّاءِ، بِمَعْنَى: تَصْلَى الْوُجُوهُ. وَقَرَأَ ذَلِكَ أَبُو عَمْرٍو: (تُصْلَى) بِضَمِّ التَّاءِ اعْتِبَارًا بِقَوْلِهِ: ﴿تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ﴾ [الغاشية: ٥] وَالْقَوْلُ فِي ذَلِكَ أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ صَحِيحَتَا الْمَعْنَى، فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ
وَقَوْلُهُ: ﴿تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ﴾ [الغاشية: ٥] يَقُولُ: تُسْقَى أَصْحَابُ هَذِهِ الْوُجُوهِ مِنْ شَرَابِ عَيْنٍ قَدْ أَنَى حَرُّهَا، فَبَلَغَ غَايَتَهُ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: " ﴿تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ﴾ [الغاشية: ٥] قَالَ: هِيَ الَّتِي قَدْ أَطَالَ أَنْيُهَا "
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ: " ﴿-[٣٣٠]- تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ﴾ [الغاشية: ٥] قَالَ: أَنَى طَبْخُهَا مُنْذُ يَوْمِ خَلَقَ اللَّهُ الدُّنْيَا "