بِذَلِكَ، وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ: ﴿وَالْوَتْرِ﴾ [الفجر: ٣] فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ وَالْبَصْرَةِ وَبَعْضُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ بِكَسْرِ الْوَاوِ، وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ: أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مُسْتَفِيضَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ فِي قِرَاءَةِ الْأَمْصَارِ، وَلُغَتَانِ مَشْهُورَتَانِ فِي الْعَرَبِ، فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ
وَقَوْلُهُ: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ﴾ [الفجر: ٤] يَقُولُ: وَاللَّيْلِ إِذَا سَارَ فَذَهَبَ، يُقَالُ مِنْهُ: سَرَى فُلَانٌ لَيْلًا يَسْرِي: إِذَا سَارَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: عُنِيَ بِقَوْلِهِ ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ﴾ [الفجر: ٤] لَيْلَةَ جَمْعٍ، وَهِيَ لَيْلَةُ الْمُزْدَلِفَةِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُرْتَفِعِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ﴾ [الفجر: ٤] : حَتَّى يُذْهِبَ بَعْضُهُ بَعْضًا