وَقَوْلُهُ: ﴿هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ﴾ [الفجر: ٥] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: هَلْ فِيمَا أَقْسَمْتُ بِهِ مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ مَقْنَعٌ لِذِي حِجْرٍ. وَإِنَّمَا عُنِيَ بِذَلِكَ: إِنَّ فِي هَذَا الْقَسَمِ مُكْتَفًى لِمَنْ عَقَلَ عَنْ رَبِّهِ، مِمَّا هُوَ أَغْلَظُ مِنْهُ فِي الْأَقْسَامِ. فَأَمَّا مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿لِذِي حِجْرٍ﴾ [الفجر: ٥] فَإِنَّهُ لِذِي حِجًى وَذِي عَقْلٍ؛ يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ مَالِكًا نَفْسَهُ قَاهِرًا لَهَا ضَابِطًا: إِنَّهُ لَذُو حِجْرٍ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: حَجَرَ الْحَاكِمُ عَلَى فُلَانٍ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَأَبُو السَّائِبِ، قَالَا: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَابُوسُ بْنُ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿لِذِي حِجْرٍ﴾ [الفجر: ٥] قَالَ: -[٣٥٩]- لِذِي النُّهَى وَالْعَقْلِ