حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ [الفجر: ١٤] قَالَ: مِرْصَادُ عَمَلِ بَنِي آدَمَ
وَقَوْلُهُ: ﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ﴾ [الفجر: ١٥] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا امْتَحَنَهُ رَبُّهُ بِالنِّعَمِ وَالْغِنَى ﴿فَأَكْرَمَهُ﴾ [الفجر: ١٥] بِالْمَالِ، وَأَفْضَلَ عَلَيْهِ ﴿وَنَعَّمَهُ﴾ [الفجر: ١٥] بِمَا أَوْسَعَ عَلَيْهِ مِنْ فَضْلِهِ ﴿فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ﴾ [الفجر: ١٥] فَيَفْرَحُ بِذَلِكَ، وَيُسَرُّ بِهِ وَيَقُولُ: رَبِّي أَكْرَمَنِي بِهَذِهِ الْكَرَامَةِ
كَمَا حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ ﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ﴾ [الفجر: ١٥] وَحُقَّ لَهُ
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ كَلَّا بَلْ لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا﴾ [الفجر: ١٧]
وَقَوْلُهُ: ﴿وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ﴾ [الفجر: ١٦] يَقُولُ: وَأَمَّا إِذَا مَا امْتَحَنَهُ رَبُّهُ بِالْفَقْرِ ﴿فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ﴾ [الفجر: ١٦] يَقُولُ: فَضَيَّقَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ وَقَتَّرَهُ، فَلَمْ يُكْثِرْ مَالَهُ، وَلَمْ يُوَسِّعْ عَلَيْهِ ﴿فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ﴾ [الفجر: ١٦] يَقُولُ: فَيَقُولُ ذَلِكَ الْإِنْسَانُ: رَبِّي أَهَانَنِي، يَقُولُ: أَذَلَّنِي بِالْفَقْرِ، وَلَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ عَلَى مَا وَهَبَ لَهُ مِنْ سَلَامَةِ جَوَارِحِهِ، وَرِزْقِهِ مِنَ الْعَافِيَةِ فِي جِسْمِهِ
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ -[٣٧٧]- فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ﴾ [الفجر: ١٦] مَا أَسْرَعَ كُفْرَ ابْنِ آدَمَ


الصفحة التالية
Icon