حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الشَّوَارِبِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ، قَالَ: أَتَى جِبْرِيلُ مُحَمَّدًا، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ اقْرَأْ، فَقَالَ: «وَمَا أَقْرَأُ؟» قَالَ: فَضَمَّهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ اقْرَأْ، قَالَ: «وَمَا أَقْرَأُ» قَالَ: ﴿بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق: ١] حَتَّى بَلَغَ ﴿عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ [العلق: ٥]. قَالَ: فَجَاءَ إِلَى خَدِيجَةَ، فَقَالَ: «يَا خَدِيجَةُ مَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ عُرِضَ لِي» قَالَتْ: كَلَّا، وَاللَّهِ مَا كَانَ رَبُّكَ يَفْعَلُ ذَلِكَ بِكَ، وَمَا أَتَيْتَ فَاحِشَةً قَطُّ؛ قَالَ: فَأَتَتْ خَدِيجَةُ وَرَقَةَ، فَأَخْبَرَتْهُ الْخَبَرَ، قَالَ: لَئِنْ كُنْتِ صَادِقَةً إِنَّ زَوْجَكِ لَنَبِيٌّ، وَلَيَلْقَيَنَّ مِنْ أُمَّتِهِ شِدَّةً، وَلَئِنْ أَدْرَكَتْهُ -[٥٣٠]- لَأُومِنَنَّ بِهِ؛ قَالَ: ثُمَّ أَبْطَأَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: مَا أَرَى رَبَّكَ إِلَّا قَدْ قَلَاكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾ [الضحى: ٢]