حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، قَالَ: " سَمِعْتُ أَنَّ الْقَارِعَةَ وَالْوَاقِعَةَ وَالْحَاقَّةَ: الْقِيَامَةُ "
وَقَوْلُهُ: ﴿مَا الْقَارِعَةُ﴾ [القارعة: ٢] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ مُعَظِّمًا شَأْنَ الْقِيَامَةِ وَالسَّاعَةِ الَّتِي يَقْرَعُ الْعِبَادَ هَوْلُهَا: أَيُّ شَيْءٍ الْقَارِعَةُ؟ يَعْنِي بِذَلِكَ: أَيُّ شَيْءٍ السَّاعَةُ الَّتِي يَقْرَعُ الْخَلْقَ هَوْلُهَا: أَيْ مَا أَعْظَمَهَا وَأَفْظَعَهَا وَأَهْوَلَهَا
وَقَوْلُهُ: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ﴾ [القارعة: ٣] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَا أَشْعَرَكَ يَا مُحَمَّدُ أَيُّ شَيْءٍ الْقَارِعَةُ
وَقَوْلُهُ: ﴿يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ﴾ [القارعة: ٤] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: الْقَارِعَةُ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ، وَهُوَ الَّذِي يَتَسَاقَطُ فِي النَّارِ وَالسِّرَاجِ، لَيْسَ بِبَعُوضٍ وَلَا ذُبَابٍ، وَيَعْنِي بِالْمَبْثُوثِ: الْمُفَرَّقَ. وَكَالَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ﴾ [القارعة: ٤] «هَذَا الْفِرَاشُ الَّذِي رَأَيْتُمْ يَتَهَافَتُ فِي النَّارِ»
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ﴾ [القارعة: ٤] قَالَ: هَذَا شَبَهٌ شَبَّهَهُ اللَّهُ، وَكَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ يَقُولُ: مَعْنَى ذَلِكَ: كَغَوْغَاءِ الْجَرَادِ، يَرْكَبُ بَعْضُهُ -[٥٩٤]- بَعْضًا، كَذَلِكَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ، يَجُولُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ "


الصفحة التالية
Icon