وَحُكِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ ذَلِكَ: «لِتَأَلُّفِ قُرَيْشٍ إِلْفَهُمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ» حَدَّثَنِي بِذَلِكَ أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي مَكِينٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذَلِكَ مَا
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءِ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ: «إِلْفَهُمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ» وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ فِي الْمَعْنَى الْجَالِبِ هَذِهِ اللَّامَ فِي قَوْلِهِ: ﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ﴾ [قريش: ١] فَكَانَ بَعْضُ نَحْوِيِّي الْبَصْرَةِ يَقُولُ: الْجَالِبُ لَهَا قَوْلُهُ ﴿فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ﴾ [الفيل: ٥] فَهِيَ فِي قَوْلِ هَذَا الْقَائِلِ لِقَوْلِهِ جَعَلَهُمْ، فَالْوَاجِبُ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ، أَنْ يَكُونَ مَعْنَى الْكَلَامِ: فَفَعَلْنَا بِأَصْحَابِ الْفِيلِ هَذَا الْفِعْلَ، نِعْمَةً مِنَّا عَلَى أَهْلِ هَذَا الْبَيْتِ، وَإِحْسَانًا مِنَّا إِلَيْهِمْ، إِلَى نِعْمَتِنَا عَلَيْهِمْ فِي رِحْلَةِ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ، فَتَكُونُ اللَّامُ فِي قَوْلِهِ ﴿لِإِيلَافِ﴾ [قريش: ١] بِمَعْنَى إِلَى كَأَنَّهُ قِيلَ: نِعْمَةً لِنِعْمَةٍ وَإِلَى نِعْمَةٍ، لِأَنَّ إِلَى مَوْضِعُ اللَّامِ، وَاللَّامُ مَوْضِعُ إِلَى. وَقَدْ قَالَ مَعْنَى هَذَا الْقَوْلِ بَعْضُ أَهْلِ التَّأْوِيلِ -[٦٤٨]- ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ