حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ ﴿وَمَا كَسَبَ﴾ [المسد: ٢] قَالَ: «وَلَدُهُ»
وَقَوْلُهُ: ﴿سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ﴾ [المسد: ٣] يَقُولُ: سَيَصْلَى أَبُو لَهَبٍ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ
وَقَوْلُهُ: ﴿وَامْرَأَتُهُ حَمَالَةَ الْحَطَبِ﴾ [المسد: ٤] يَقُولُ: سَيَصْلَى أَبُو لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَالَةُ الْحَطَبِ، نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ. وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ﴿حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾ [المسد: ٤] فَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ وَالْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ: (حَمَّالَةُ الْحَطَبِ) بِالرَّفْعِ، غَيْرَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، فَأَنَّهُ قَرَأَ ذَلِكَ نَصَبًا فِيمَا ذُكِرَ لَنَا عَنْهُ. وَاخْتُلِفَ فِيهِ عَنْ عَاصِمٍ، فَحُكِيَ عَنْهُ الرَّفْعُ فِيهَا وَالنَّصْبُ، وَكَأَنَّ مَنْ رَفَعَ ذَلِكَ جَعَلَهُ مِنْ نَعْتِ الْمَرْأَةِ، وَجَعَلَ الرَّفْعَ لِلْمَرْأَةِ مَا تَقَدَّمَ مِنَ الْخَبَرِ، وَهُوَ سَيَصْلَى، وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ رَافِعُهَا الصِّفَةَ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿فِي جِيدِهَا﴾ [المسد: ٥] وَتَكُونُ «حَمَّالَةُ» نَعْتًا لِلْمَرْأَةِ. وَأَمَّا النَّصْبُ فِيهِ فَعَلَى الذَّمِّ، وَقَدْ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ نَصْبُهَا عَلَى الْقَطْعِ مِنَ الْمَرْأَةِ، لِأَنَّ الْمَرْأَةَ مَعْرِفَةٌ، وَحَمَّالَةُ الْحَطَبِ نَكِرَةٌ. وَالصَّوَابُ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا: الرَّفْعُ، لِأَنَّهُ أَفْصَحُ الْكَلَامَيْنِ فِيهِ،