حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ﴾ [الناس: ٤] " يَعْنِي: الشَّيْطَانَ، يُوَسْوِسُ فِي صَدْرِ ابْنِ آدَمَ، وَيَخْنِسُ إِذَا ذَكَرَ اللَّهَ "
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، «ذُكِرَ لِي أَنَّ الشَّيْطَانَ أَوْ قَالَ الْوَسْوَاسَ، يَنْفُثُ فِي قَلْبِ الْإِنْسَانِ عِنْدَ الْحُزْنِ وَعِنْدَ الْفَرَحِ، وَإِذَا ذَكَرَ اللَّهَ خَنَسَ»
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿الْخَنَّاسِ﴾ [الناس: ٤] قَالَ: " الْخَنَّاسُ الَّذِي يُوَسْوِسُ مَرَّةً، وَيَخْنِسُ مَرَّةً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، وَكَانَ يُقَالُ: شَيْطَانُ الْإِنْسِ أَشَدُّ عَلَى النَّاسِ مِنْ شَيْطَانِ الْجِنِّ، شَيْطَانُ الْجِنِّ يُوَسْوِسُ وَلَا تَرَاهُ، وَهَذَا يُعَايِنُكَ مُعَايَنَةً " وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي ذَلِكَ ﴿مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ﴾ [الناس: ٤] " الَّذِي يُوَسْوِسُ بِالدُّعَاءِ إِلَى طَاعَتِهِ فِي صُدُورِ النَّاسِ، حَتَّى يُسْتَجَابَ لَهُ إِلَى مَا دَعَا إِلَيْهِ مِنْ طَاعَتِهِ، فَإِذَا اسْتُجِيبَ لَهُ إِلَى ذَلِكَ خَنَسَ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ ﴿الْوَسْوَاسِ﴾ [الناس: ٤] قَالَ: «هُوَ الشَّيْطَانُ يَأْمُرُهُ، فَإِذَا أُطِيعَ خَنَسَ» وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي أَنْ يُقَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ نَبِيَّهُ -[٧٥٦]- مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْتَعِيذَ بِهِ مِنْ شَرِّ شَيْطَانٍ يُوَسْوِسُ مَرَّةً وَيَخْنِسُ أُخْرَى، وَلَمْ يَخُصَّ وَسْوَسَتَهُ عَلَى نَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِهَا، وَلَا خُنُوسَهُ عَلَى وَجْهٍ دُونَ وَجْهٍ، وَقَدْ يُوَسْوِسُ الدُّعَاءَ إِلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ، فَإِذَا أُطِيعَ فِيهَا خَنَسَ، وَقَدْ يُوَسْوِسُ بِالنَّهْيِ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ فَإِذَا ذَكَرَ الْعَبْدُ أَمَرَ رَبِّهِ، فَأَطَاعَهُ فِيهِ، وَعَصَى الشَّيْطَانَ خَنَسَ، فَهُوَ فِي كُلِّ حَالَتَيْهِ وَسْوَاسٌ خَنَّاسٌ، وَهَذِهِ الصِّفَةُ صِفَتُهُ