وَقَرَأَ ذَلِكَ الْحَسَنُ بِكَسْرِ الطَّاءِ، وَقَالَ: بُثَّتْ فِيهِ الْبَرَكَةُ وَالتَّقْدِيسُ مَرَّتَيْنِ حَدَّثَنَا بِذَلِكَ، أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ وَالْبَصْرَةِ (طُوَى) بِالضَّمِّ وَلَمْ يُجْرُوهُ؛ وَقَرَأَ ذَلِكَ بَعْضُ أَهْلِ الشَّأْمِ وَالْكُوفَةِ ﴿طُوًى﴾ [النازعات: ١٦] بِضَمِّ الطَّاءِ وَالتَّنْوِينِ
وَقَوْلُهُ: ﴿اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى﴾ [طه: ٢٤] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: نَادَى مُوسَى رَبَّهُ: أَنِ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ، فَحُذِفَتْ أَنْ، إِذْ كَانَ النِّدَاءُ قَوْلًا، فَكَأَنَّهُ قِيلَ لِمُوسَى قَالَ رَبُّهُ: اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْلُهُ: ﴿إِنَّهُ طَغَى﴾ [طه: ٢٤] يَقُولُ: عَتَا وَتَجَاوَزَ حَدَّهُ فِي الْعُدْوَانِ، وَالتَّكَبُّرِ عَلَى رَبِّهِ
وَقَوْلُهُ: ﴿فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى﴾ [النازعات: ١٨] يَقُولُ: فَقُلْ لَهُ: هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَتَطَهَّرَ مِنْ دَنَسِ الْكُفْرِ، وَتُؤْمِنَ بِرَبِّكَ؟ كَمَا:
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى﴾ [النازعات: ١٨] قَالَ: إِلَى أَنْ تُسْلِمَ. قَالَ: وَالتَّزَكِّي فِي الْقُرْآنِ كُلِّهِ: الْإِسْلَامُ؛ وَقَرَأَ قَوْلَ اللَّهِ ﴿وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى﴾ [طه: ٧٦] قَالَ: مَنْ أَسْلَمَ، -[٨١]- وَقَرَأَ: ﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى﴾ [عبس: ٣] قَالَ: يُسْلِمُ، وَقَرَأَ: ﴿وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى﴾ [عبس: ٧] أَنْ لَا يُسْلِمَ