وَقَوْلُهُ: ﴿أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا﴾ [النازعات: ٣١] يَقُولُ: فَجَّرَ فِيهَا الْأَنْهَارَ ﴿وَمَرْعَاهَا﴾ [النازعات: ٣١] يَقُولُ: أَنْبَتَ نَبَاتَهَا وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ الْتَأْوِيلِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، يَقُولُ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَمَرْعَاهَا﴾ [النازعات: ٣١] مَا خَلَقَ اللَّهُ فِيهَا مِنَ النَّبَاتِ، وَمَاءَهَا: مَا فَجَّرَ فِيهَا مِنَ الْأَنْهَارِ
وَقَوْلُهُ: ﴿وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا﴾ [النازعات: ٣٢] يَقُولُ: وَالْجِبَالَ أَثْبَتَهَا فِيهَا، وَفِي الْكَلَامِ مَتْرُوكٌ اسْتَغْنَى بِدَلَالَةِ الْكَلَامِ عَلَيْهِ مِنْ ذِكْرِهِ، وَهُوَ فِيهَا، وَذَلِكَ أَنَّ مَعْنَى الْكَلَامِ: وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا فِيهَا
حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، ﴿وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا﴾ [النازعات: ٣٢] : أَيْ أَثْبَتَهَا لَا تَمِيدُ بِأَهْلِهَا
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْضَ قَمَصَتْ وَقَالَتْ: تَخْلُقُ عَلَيَّ آدَمَ وَذُرِّيَّتَهُ يُلْقُونَ عَلَيَّ نَتَنَهُمْ، وَيَعْمَلُونَ عَلَيَّ بِالْخَطَايَا. فَأَرْسَاهَا اللَّهُ، فَمِنْهَا مَا تَرَوْنَ، وَمِنْهَا مَا لَا -[٩٧]- تَرَوْنَ، فَكَانَ أَوَّلُ قَرَارِ الْأَرْضِ كَلَحْمِ الْجَزُورِ إِذَا نُحِرَ يَخْتَلِجُ لَحْمُهَا