حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ. عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، " أَنَّهُ قَالَ فِي الَّذِينَ أَمَاتَهُمُ اللَّهُ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ، قَالَ: هُمْ قَوْمٌ فَرُّوا مِنَ الطَّاعُونِ، فَأَمَاتَهُمُ اللَّهُ عُقُوبَةً، وَمَقْتًا، ثُمَّ أَحْيَاهُمْ لِآجَالِهِمْ " وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ: ﴿وَهُمْ أُلُوفٌ﴾ [البقرة: ٢٤٣] بِالصَّوَابِ، قَوْلُ مَنْ قَالَ: عَنَى بِالْأُلُوفِ. كَثْرَةَ الْعَدَدِ، دُونَ قَوْلِ مَنْ قَالَ: عَنَى بِهِ الِائْتِلَافَ، بِمَعْنَى ائْتِلَافِ قُلُوبِهِمْ، وَأَنَّهُمْ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ مِنْ غَيْرِ افْتِرَاقٍ كَانَ مِنْهُمْ، وَلَا تَبَاغُضٍ، وَلَكِنْ فِرَارًا، إِمَّا مِنَ الْجِهَادِ، وَإِمَّا مِنَ الطَّاعُونِ. لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ تَأْوِيلُ الْآيَةِ، وَلَا يُعَارَضُ بِالْقَوْلِ الشَّاذِّ مَا اسْتَفَاضَ بِهِ الْقَوْلُ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَالتَّابِعِينَ. وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي مَبْلَغِ عَدَدِ الْقَوْمِ الَّذِينَ وَصَفَ اللَّهُ خُرُوجَهُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ بِالصَّوَابِ، قَوْلُ مَنْ حَدَّ عَدَدَهُمْ بِزِيَادَةٍ عَنْ عَشْرَةِ آلَافٍ دُونَ مَنْ حَدُّهُ بِأَرْبَعَةِ