حَدَّثَنِي مُوسَى، قَالَ: ثنا عَمْرٌو، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: " لَمَّا خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ مِنَ النَّارِ، أَدْخَلُوهُ عَلَى الْمَلِكِ، وَلَمْ يَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ دَخَلَ عَلَيْهِ فَكَلَّمَهُ، وَقَالَ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ ؟ قَالَ: رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ، قَالَ نُمْرُوذُ: أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ، أَنَا أُدْخِلُ أَرْبَعَةَ نَفَرٍ بَيْتًا، فَلَا يُطْعَمُونَ وَلَا يُسْقَوْنَ، حَتَّى إِذَا هَلَكُوا مِنَ الْجُوعِ أَطْعَمْتُ اثْنَيْنِ وَسَقَيْتُهُمَا فَعَاشَا، وَتَرَكْتُ اثْنَيْنِ فَمَاتَا، فَعَرَفَ إِبْرَاهِيمُ أَنَّ لَهُ قُدْرَةً بِسُلْطَانِهِ وَمُلْكِهِ عَلَى أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ، قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: فَإِنَّ رَبِّي الَّذِي يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ، فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ، فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ، وَقَالَ: إِنَّ هَذَا إِنْسَانٌ مَجْنُونٌ، فَأَخْرِجُوهُ، أَلَا تَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْ جُنُونِهِ اجْتَرَأَ عَلَى آلِهَتِكُمْ فَكَسَّرَهَا، وَأَنَّ النَّارَ لَمْ تَأْكُلْهُ؟ وَخَشِيَ أَنْ يَفْتَضِحَ فِي قَوْمِهِ أَعِنِّي نُمْرُوذَ وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ﴿وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ﴾ [الأنعام: ٨٣] فَكَانَ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَبٌّ، وَأَمَرَ بِإِبْرَاهِيمَ فَأُخْرِجَ "