الْجَزَاءِ، فَوُضِعَتْ فِي مَوَاضِعِهَا، وَأُجِيبَتْ «أَنْ» بِجَوَابِ «لَوْ» وَ «لَوْ» بِجَوَابِ «أَنْ»، فَكَأَنَّهُ قِيلَ: أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ لَوْ كَانَتْ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلِ وَأَعْنَابٍ، تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ، لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ. فَإِنْ قَالَ: وَكَيْفَ قِيلَ هَاهُنَا: وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ وَقَالَ فِي النِّسَاءِ: ﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا﴾ [النساء: ٩] ؟ قِيلَ: لِأَنَّ «فِعِيلًا» يُجْمَعُ عَلَى «فُعَلَاءَ» وَ «فِعَالٍ» فَيُقَالَ: رَجُلٌ ظَرِيفٌ مِنْ قَوْمٍ ظُرَفَاءَ وَظِرَافٍ، وَأَمَّا الْإِعْصَارُ: فَإِنَّهُ الرِّيحُ الْعَاصِفُ، تَهُبُّ مِنَ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ كَأَنَّهَا عَمُودٌ، تَجْمَعُ أَعَاصِيرَ، وَمِنْهُ قَوْلُ يَزِيدَ بْنِ مُفَرِّغِ الْحِمْيَرِيِّ:
[البحر الطويل]
أُنَاسٌ أَجَارُونَا فَكَانَ جِوَارُهُمْ | أَعَاصِيرَ مِنْ سُوءِ الْعِرَاقِ الْمُنَذَّرِ |
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَزِيعٍ، قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ السَّمْتِيُّ، قَالَ: ثنا نَافِعُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ﴾ [البقرة: ٢٦٦] «-[٦٩١]- رِيحٌ فِيهَا سُمُومٌ شَدِيدَةٌ»