حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، عَنْ عَبَّادٍ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا﴾ [آل عمران: ٣٧] «وَتَقَارَعَهَا الْقَوْمُ، فَقَرَعَ زَكَرِيَّا، فَكَفَلَهَا زَكَرِيَّا» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ كَانَ زَكَرِيَّا بَعْدَ وِلَادَةِ حَنَّةَ ابْنَتَهَا مَرْيَمَ كَفَلَهَا بِغَيْرِ اقْتِرَاعٍ وَلَا اسْتِهَامٍ عَلَيْهَا وَلَا مُنَازَعَةِ أَحَدٍ إِيَّاهُ فِيهَا، وَإِنَّمَا كَفَلَهَا لِأَنَّ أُمَّهَا مَاتَتْ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيهَا وَهِيَ طِفْلَةٌ، وَعِنْدَ زَكَرِيَّا خَالَتُهَا إِيشَاعُ ابْنَةُ فَاقُوذَ؛ وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ اسْمَ أُمِّ يَحْيَى خَالَةِ عِيسَى: أشيعُ
حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي وَهْبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ شُعَيْبٍ الْجَبَئِيِّ، " أَنَّ اسْمَ أُمِّ يَحْيَى: أشيعُ " فَضَمَّهَا إِلَى خَالَتِهَا أُمِّ يَحْيَى، فَكَانَتْ إِلَيْهِمْ وَمَعَهُمْ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ أَدْخَلُوهَا الْكَنِيسَةَ لِنَذْرِ أُمِّهَا الَّتِي نَذَرَتْ فِيهَا، قَالُوا: وَالِاقِتَراعُ فِيهَا بِالْأَقْلَامِ، إِنَّمَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ بِمُدَّةٍ طَوِيلَةٍ لِشِدَّةٍ أَصَابَتْهُمْ ضَعُفَ زَكَرِيَّا عَنْ حَمْلِ مُؤْنَتِهَا، فَتَدَافَعُوا حَمْلَ مُؤْنَتِهَا، لَا رَغْبَةً مِنْهُمْ، وَلَا تَنَافُسًا عَلَيْهَا وَعَلَى احْتِمَالِ مُؤْنَتِهَا، وَسَنَذْكُرُ قِصَّتَهَا عَلَى قَوْلِ مَنْ قَالَ ذَلِكَ إِذَا بَلَغْنَا إِلَيْهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى