ذَاتِ بَيْنَهُمْ، أَنَامِلَهُمْ، وَهِيَ أَطْرَافُ أَصَابِعِهِمْ، تَغَيُّظًا مِمَّا بِهِمْ مِنَ الْمَوْجِدَةِ عَلَيْهِمْ، وَأَسًى عَلَى ظَهْرٍ يُسْنَدُونَ إِلَيْهِ لِمُكَاشَفَتِهِمُ الْعَدَاوَةَ وَمُنَاجَزَتِهِمُ الْمُحَارَبَةَ. وَبِنَحْوِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ، قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ﴾ [آل عمران: ١١٩] «إِذَا لَقُوا الْمُؤْمِنِينَ قَالُوا آمَنَّا لَيْسَ بِهِمْ إِلَّا مَخَافَةً عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ، فَصَانَعُوهُمْ بِذَلِكَ» ﴿وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ﴾ [آل عمران: ١١٩] يَقُولُ: «مِمَّا يَجِدُونَ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْغَيْظِ وَالْكَرَاهَةِ لِمَا هُمْ عَلَيْهِ لَوْ يَجِدُونَ رِيحًا لَكَانُوا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، فَهُمْ كَمَا نَعَتَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ» حُدِّثْتُ عَنْ عَمَّارٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ، بِمِثْلِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «مِنَ الْغَيْظِ لِكَرَاهَتِهِمُ الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ» وَلَمْ يَقُلْ: " لَوْ يَجِدُونَ رِيحًا وَمَا بَعْدَهُ
حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا مُسْلِمٌ، قَالَ: ثني يَحْيَى بْنُ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْنُكْرِيُّ، قَالَ: ثنا أَبِي، قَالَ: كَانَ أَبُو الْجَوْزَاءِ إِذَا تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ﴾ [آل عمران: ١١٩] قَالَ: «هُمُ الْإِبَاضِيَّةُ» -[٧٢٠]- وَالْأَنَامِلُ: جَمْعُ أُنْمُلَةٍ، وَيُقَالُ أَنْمُلَةٌ، وَرُبَّمَا جُمِعَتْ أَنْمُلًا قَالَ الشَّاعِرُ:
[البحر الطويل]
أَوَدُّكُمَا مَا بَلَّ حَلْقِيَ رِيقَتِي | وَمَا حَمَلَتْ كَفَّايَ أَنْمُلِيَ الْعَشْرَا |