حُدِّثْتُ عَنِ الحَسَنِ بْنِ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ، يَقُولُ: «بَدْرٌ مَاءٌ عَنْ يَمِينِ طَرِيقِ مَكَّةَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ» وَأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿أَذِلَّةٌ﴾ [آل عمران: ١٢٣] فَإِنَّهُ جَمْعُ ذَلِيلٍ، كَمَا الْأَعِزَّةُ جَمْعُ عَزِيزٍ، وَالْأَلِبَّةُ جَمْعُ لَبِيبٍ، وَإِنَّمَا سَمَّاهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَذِلَّةً لِقِلَّةِ عَدَدِهِمْ؛ لِأَنَّهُمْ كَانُوا ثَلَاثَمِائَةِ نَفْسٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ، وَعَدُوُّهُمْ مَا بَيْنَ التِّسْعِمِائَةِ إِلَى الْأَلْفِ، عَلَى مَا قَدْ بَيَّنَّا فِيمَا مَضَى، فَجَعَلَهُمْ لِقِلَّةِ عَدَدِهِمْ أَذِلَّةً. وَبِنَحْوِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ، قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ -[١٩]- اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [آل عمران: ١٢٣] " وَبَدْرٌ: مَاءٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، الْتَقَى عَلَيْهِ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُشْرِكُونَ، وَكَانَ أَوَّلَ قِتَالٍ قَاتَلَهُ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ يَوْمَئِذٍ: «أَنْتُمْ الْيَوْمَ بِعِدَّةِ أَصْحَابِ طَالُوتَ يَوْمَ لَقِيَ جَالُوتَ» : فَكَانُوا ثَلَاثَمِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، وَالْمُشْرِكُونَ يَوْمَئِذٍ أَلْفٌ أَوْ رَاهَقُوا ذَلِكَ "


الصفحة التالية
Icon