حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: ﴿وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ﴾ [آل عمران: ١٥٨] «أَيْ ذَلِكَ كَانَ» ﴿لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ﴾ [آل عمران: ١٥٨] «أَيْ أَنَّ إِلَى اللَّهِ الْمَرْجِعَ، فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا، وَلَا تَغْتَرُّوا بِهَا، وَلْيَكُنِ الْجِهَادُ وَمَا رَغَّبَكُمُ اللَّهُ فِيهِ مِنْهُ آثَرَ عِنْدَكُمْ مِنْهَا» وَأُدْخِلَتِ اللَّامُ فِي قَوْلِهِ: ﴿لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ﴾ [آل عمران: ١٥٨] لِدُخُولِهَا فِي قَوْلِهِ ﴿وَلَئِنْ﴾ [آل عمران: ١٥٨]، وَلَوْ كَانَتِ اللَّامُ مُؤَخَّرَةً، إِلَى قَوْلِهِ: ﴿تُحْشَرُونَ﴾ [آل عمران: ١٥٨]، لَأُحْدِثَتِ النُّونُ الثَّقِيلَةُ فِيهِ، كَمَا تَقُولُ فِي الْكَلَامِ: لَئِنْ أَحْسَنْتَ إِلَيَّ لَأُحْسِنِنَّ إِلَيْكَ، بَنُونٍ مُثَقَّلَةٍ، فَكَانَ كَذَلِكَ قَوْلُهُ: «وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَتُحْشَرُنَّ إِلَى اللَّهِ»، وَلَكِنْ لَمَّا حُيِّزَ بَيْنَ اللَّامِ وَبَيْنَ «تُحْشَرُونَ» بِالصِّفَةِ أُدْخِلَتْ فِي الصِّفَةِ، وَسَلِمَتْ «تُحْشَرُونَ»، فَلَمْ تَدْخُلْهَا النُّونُ الثَّقِيلَةُ، كَمَا تَقُولُ فِي الْكَلَامِ: لَئِنْ أَحْسَنْتَ إِلَيَّ لَإِلَيْكَ أُحْسِنُ، -[١٨٥]- بِغَيْرِ نُونٍ مُثَقَّلَةٍ