حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: ﴿كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾ [النساء: ٢٤] الْأَرْبَعُ "
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾ [النساء: ٢٤] قَالَ: " هَذَا أَمْرُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ، قَالَ: يُرِيدُ مَا حَرَّمَ عَلَيْهِمْ مِنْ هَؤُلَاءِ وَمَا أَحَلَّ لَهُمْ. وَقَرَأَ: ﴿وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ﴾ [النساء: ٢٤] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ. قَالَ: كِتَابُ اللَّهِ عَلَيْكُمُ الَّذِي كَتَبَهُ، وَأَمْرُهُ الَّذِي أَمَرَكُمْ بِهِ. ﴿كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾ [النساء: ٢٤] أَمْرُ اللَّهِ " وَقَدْ كَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ يَزْعُمُ أَنَّ قَوْلَهُ: ﴿كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾ [النساء: ٢٤] مَنْصُوبٌ عَلَى وَجْهِ الْإِغْرَاءِ، بِمَعْنَى: عَلَيْكُمْ كِتَابَ اللَّهِ، الْزَمُوا كِتَابَ اللَّهِ. وَالَّذِي قَالَ مِنْ ذَلِكَ غَيْرُ مُسْتَفِيضٍ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَا تَكَادُ تَنْصِبَ بِالْحَرْفِ الَّذِي تُغْرِي بِهِ، لَا تَكَادُ تَقُولُ: أَخَاكَ عَلَيْكَ وَأَبَاكَ دُونَكَ، وَإِنْ كَانَ جَائِزًا. وَالَّذِي هُوَ أَوْلَى بِكِتَابِ اللَّهِ أَنْ يَكُونَ مَحْمُولًا عَلَى الْمَعْرُوفِ مِنْ لِسَانِ مَنْ نَزَلَ بِلِسَانِهِ هَذَا مَعَ مَا ذَكَرْنَا مِنْ تَأْوِيلِ أَهْلِ التَّأْوِيلِ ذَلِكَ بِمَعْنَى مَا قُلْنَا، وَخِلَافُ مَا وَجَّهَهُ إِلَيْهِ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ نُصِبَ عَلَى وَجْهِ الْإِغْرَاءِ