حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، قَالَ: ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: لَمَّا سَمِعَ بِهَذِهِ، يَعْنِي بِقَوْلِهِ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ﴾ [النساء: ٩٧] إِلَى قَوْلِهِ: ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا﴾ [النساء: ٩٩]، ضَمْرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ الضَّمْرِيُّ قَالَ لِأَهْلِهِ وَكَانَ وَجِعًا: أَرْحِلُوا رَاحِلَتِي، فَإِنَّ الْأَخْشَبَيْنِ قَدْ غَمَّانِي، يَعْنِي: جَبَلَيْ مَكَّةَ، لَعَلِّي أَنْ أَخْرُجَ فَيُصِيبَنِي رَوْحٌ. فقَعَدَ عَلَى رَاحِلَتِهِ ثُمَّ تَوَجَّهَ نَحْوَ الْمَدِينَةِ فَمَاتَ بِالطَّرِيقِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ [النساء: ١٠٠] وَأَمَّا حِينَ تَوَجَّهَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَإِنَّهُ قَالَ: اللَّهُمَّ مُهَاجِرٌ إِلَيْكَ وَإِلَى رَسُولِكَ "
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، يَعْنِي قَوْلَهُ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ﴾ [النساء: ٩٧] قَالَ جُنْدُبُ بْنُ ضَمْرَةَ الْجُنْدَعِيُّ: اللَّهُمَّ أَبْلَغْتَ فِي الْمَعْذِرَةِ وَالْحُجَّةِ، -[٣٩٧]- وَلَا مَعْذِرَةَ لِي وَلَا حُجَّةَ. قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ فَمَاتَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَاتَ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ، فَلَا نَدْرِي أَعْلَى وِلَايَةٍ أَمْ لَا؟ فَنَزَلَتْ: ﴿وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ [النساء: ١٠٠] "